د. علي أحمد العصيمي
د. علي أحمد العصيمي*
معنى أن تكون ممرضاً، أوسع بكثير من إدراك بعض البشر.. إنه معنى عميق جداً وأعمق من مجرد قياس ضغط أو غيار جرح، فالممرض يهتم بك كشخص قبل أن تكون مريضا، ويمد لك يد العون ويخفف عنك ويستجيب لطلباتك ويفعل ما بوسعه لتحسين صحتك.
والتمريض مهنة إنسانية في المقام الأول، فما إن يرى الممرض ابتسامة مريض أو يسمع دعاءه، حتى يشعر بأنه حقق إنجازاً صحياً وإنسانياً بالغ السمو.
ومن وجهة نظري، فإن الممرض، كاميرا بتقنية HD وعين ساهرة يتركها الطبيب تراقب حالة المريض الصحية وهو آمن مطمئن.
وللممرض مهام عديدة، فهو أيضاً يُقيّم، يُشخّص ، يُخطّط ، ينفّذ عمليته التمريضية دون كلل أو ملل، وهو صلة وصل أمينة بين المريض وطبيبه.. يعطي الدواء بأمانة ، ويلاحظ تأثيراته بدقة، ويتخذ قراراته بحزم، وقد تتعب الآلة، لكنه أبداً لا يتعب.
يُخزّن دماغ الممرض آلاف المعلومات الهامة، ويتمتع بالكثير من المهارات، ولديه قدرة عجيبة على التعامل بحنكة في ظل الضغوطات، يقابل الشتائم بابتسامة حانية، ويواصل كل عملٍ كان قد بدأه بحرص شديد.
وأؤكد بأن المشتغلين بحقل التمريض، يعملون ابتغاءً لوجه الله، أما جهودهم الجبارة فهي أكبر من الرواتب التي يتقاضونها؛ إنهم جنود مجهولون، يستحقون أن يتعامل معهم الجميع بكل احترام وتقدير.
ولا تقتصر مهنة التمريض على العمل داخل المستشفيات والمراكز الصحية، بل لها أدوار بالغة الأهمية في التثقيف والتوعية الصحية بالأمراض المزمنة، وحملات التحصين ضد الأمراض المعدية، وتقديم خدمات الأمومة للأم الحامل أثناء الحمل وبعده، وتقديم الإجراءات الوقائية ضد الأمراض الوبائية.
لقد تطورت هذه المهنة النبيلة، في عصرنا الحالي، وواكبت التقدم العلمي والحضاري والتكنولوجي في مجال الخدمات الصحية وتثقيف المجتمع للوقاية من الأمراض، كما أنها أصبحت مهنة لها تخصصات عديدة ومتنوعة في تقديم الرعاية والعناية الصحية للفرد والمجتمع.
أعود لأؤكد بأن التمريض مهنة راقية قائمة على العلم الذي يخدم الإنسان وهدفه الأساسي هو إنقاذ حياته، تخفيف آلامه، والأخذ بيده إلى طريق الشفاء المحفوف بأمنيات السلامة.
*مشرف الأقسام الحرجة بمستشفى الكويت الجامعي
الآن.. بإمكانك الإشتراك في قناة الطبية على اليوتيوب
المصدر : https://alttebiah.net/?p=17977