د. نضال سيف *
الصداع ، وهو الشعور بألم في الرأس ، مرض قد يصيب الأطفال في جميع مراحلهم العمرية، بما فيهم الرضع والذين يعبرون عنه بالبكاء المستمر، ويمثل الصداع خطورة على سلامة الطفل وحياته المستقبلية، كالتأثير السلبي على الذاكرة والقدرات التعليمية وبناء شخصية الطفل وكذلك علاقته بمحيطه.
وهنا قد يتساءل القارئ.. ما هي أسباب الصداع لدى الطفل؟
هناك أسباب كثيرة للصداع أبرزها الالتهابات البكتيرية والفيروسية، والزكام والتهابات الحلق واللوزتين، والتهابات الأذن، والرئتين، والمسالك البولية، والتهابات السحايا، والتيفوئيد، وأحيانا الإمساك، وفقر الدم، والقلق.
وقد يكون السبب إصابة في الرأس أو تعاطي بعض الأطعمة التي تحتوي على مادة الكافيين كالقهوة والصودا، كما أن تسوس أسنان الأطفال، والتهابات اللثة، والسهر أحد تلك الأسباب بالإضافة إلى الجلوس أمام شاشات التلفاز، والكمبيوتر، والتلفون، والآيباد لفترة طويلة وما أكثرها في مجتمعنا اليمني. لذلك لابد للطبيب من التشخيص الدقيق ومعرفة السبب حتى يستطيع معالجة الطفل بشكل صحيح.
قد يهمك .. وفاة توأم سيامي برأسين وجسد واحد في مدينة باجل
ويجب على الأسرة عرض الطفل على الطبيب إذا كان الصداع مستمرا بشكل يومي أو إذا حدث الصداع بعد إصابة في الرأس أو إذا تزامن الصداع مع تغير في الرؤية.
وأحيانا يحدث الصداع صباحا ويوقظ الطفل من النوم يصاحب ذلك غثيان أو قيء ، وفي هذه الحالة أيضا يجب عرض الطفل على الطبيب.
ويعالج الصداع بإعطاء مسكن للألم paracetamol وباستخدام كمادات باردة ومبللة.. وفي حالة تكرار الصداع نبحث عن السبب ومن ثم نعالج الأسباب التي أدت إلى الصداع.
أما الصداع النصفي (الشقيقة) فيصيب جانب من الرأس ويصاحبه ألم نابض وألم في البطن مع شعور بالغثيان والقيء، وعادة ما تتوقف نوبة الصداع النصفي بعد النوم، وفي الغالب يكون هذا المرض وراثي.
وهناك عوامل أخرى تساعد على ظهور الصداع النصفي لدى الأطفال مثل الاضطرابات الهرمونية والتحسس من بعض الأطعمة، والقلق، والضوضاء، وغالبا ما يحدث في الروضة وفي سن الدخول إلى المدرسة وقد يمتد إلى سن المراهقة ، ومعظم نوبات الصداع النصفي لدى الأطفال بسيط، ويتعالج عن طريق المهدئات الاعتيادية ولا يحتاج إلى عناية خاصة.
كما أن هناك نوع من الصداع النصفي يصيب الأطفال بشكل كبير ويسمى الصداع النصفي الاعتيادي، ويميل إلى التموضع في الجبهة أو على جانبي الرأس ويستمر من ساعه إلى ساعتين وقد يمتد حتى أربعة وعشرين ساعة، يصاحبه ألم في البطن وحمى وغثيان وقيء، وتتشابه أعراضه بالتهابات الزائدة الدودية أو التهابات الأمعاء، وقد يقع الطبيب في خطأ في تشخيص الحالة.
وثمة نوع آخر من الصداع النصفي عند الأطفال يسمى التتابعي وفي هذا النوع يجد الطفل صعوبة في تذكر الأحداث حتى وإن كانت قبل دقائق من النوبة، كما يعاني من تنمل في اليدين والقدمين.
ومن السهل تشخيص الصداع النصفي من خلال الفحص السريري، وفي حالات الاشتباه بأمراض أخرى تؤدي إلى نفس الأعراض كارتفاع الضغط في جمجمة الطفل نتيجة لأمراض عضوية حينها ينصح بعمل أشعة محورية Brain C.Tscac أو أشعة الرنين المغناطيسي BrainM.R.I لتشخيص الحالة.
إقرأ أيضاً.. تحذيرات من العودة إلى مربع كورونا الأول
ويمكن تجنب نوبات الصداع النصفي من خلال تجنب المحفزات Stimulator وعند حدوث الصداع النصفي فيعالج بالـparactamol مع علاج القيء، وإذا استمر لفترة طويلة ينصح بإعطاء Ergotamin ويستخدم أيضا في بداية الصداع، وينصح بوضع الطفل في غرفة هادئة ومظلمة مع استخدام كمادات باردة ومبللة وتقديم وجبات خفيفة للطفل، وفي حال تكرار نوبات الصداع لأكثر من أربع مرات في الشهر وأدى ذلك إلى غياب الطفل عن المدرسة وعدم القدرة على المذاكرة فنلجأ إلى إعطائه paracetamol لمدة سنة كاملة.
وهناك صداع مرتبط بالقلق أو بالأصح بالضغوطات النفسية ويسمى (الصداع نفسي المصدر) ويحدث لدى الطفل أثناء الدرس أو عند التفتيش عن الواجبات أو أثناء الاختبارات ويعالج بإزالة السبب.
وأخطر أنواع الصداع هو (ألم الرأس العضوي) وسببه ورم في الدماغ أو استسقاء الدماغ أو عيوب خلقية في شرايين وأوردة الدماغ، وهناك أسباب كثيره لهذا النوع من الصداع بما في ذلك التهاب السحايا والتسمم بالرصاص.
* استشارية طب الأطفال
المصدر : https://alttebiah.net/?p=18781