المجلة الطبية

أوميكرون في اليمن.. المخاوف وحدها لا تكفي

-

أوميكرون في اليمن.. المخاوف وحدها لا تكفي

الطبية تقرير: عبدالملك الجرموزي|

منتصف يناير، كتب استشاري أول طب الحالات الحرجة والعناية المركزة، الدكتور وهاج المقطري، على صفحته في الفيس بوك، منشورين عن أوميكرون في اليمن، رداً على تساؤلات واستشارات كثيرة وردته.

قبل منشور الدكتور المقطري، بنصف شهر، اشتكى كثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن، من انتشار ما وصفوه بـالجازعة (مصطلح شعبي عن أي مرض يصيب أكبر عدد من الناس في نفس الوقت)، ومن ذات الأعراض التهاب في الحلق ووجع في المفاصل، زكام، حمى مصحوبة بالقشعريرة، ومخاوف من أن تكون هذه أعراض المتحور أوميكرون  وليست انفلونزا.

يقول الدكتور وهاج المقطري: إن الأعراض الأولية بين الانفلونزا وكورونا بمتحوره الجديد أوميكرون متشابهة كثيراً، ولذلك لا تفرق كثيراً سواء أكان ما تعانيه هو انفلونزا أم كوفيد بمتحوره أوميكرون, فالإجراءات العلاجية المتبعة واحدة في هذه المرحلة من الاعراض وسبق ذكرها مرارا (مسكنات الباراسيتامول الخافضة للحرارة، مضادات الهيستامين، فيتامين C وD3 والزنك، الراحة والتغذية السليمة، عدم الاختلاط بكبار السن وذوي الأمراض المزمنة).

قد يهمك .. استشاري جراحة العظام والمفاصل الدكتور باسم المقطري يفسر لـ”الطبية” أسباب حدوث آلام الركبة

ويضيف محذراً: لكن فقط ما يجب التنبه إليه هنا ونكرره دائما وباستمرار هو أنه في حال اشتدت الأعراض وانتقلت إلى  التهابات الصدر السفلى, والتي تتميز بنوبات السعال والبدء بالشعور بضيق النفس والتي يصاحبها سريريا انخفاض مستوى تشبع الدم بالأوكسجين عن 91%، في هذه الحالة يجب عدم الاطمئنان والركون إلى أن المرض عبارة عن انفلونزا عادية أو ضربة برد.. ويجب التوجه فوراً إلى الطبيب لإجراء أشعة الصدر والفحوصات الضرورية الأخرى وتقييم الحالة بالشكل الصحيح والبدء في تعاطى البروتوكول العلاجي الموصوف بحسب المرحلة المرضية والحالة السريرية للمريض.

وينبه الدكتور المقطري أيضاً على ضرورة عدم احتكاك المصاب بتلك الأعراض بكبار السن ومن هم مصابون بأمراض مزمنة حتى يتماثل للشفاء.

وذكر استشاري أول طب الحالات الحرجة والعناية المركزة, في منشور آخر له، أن أحد المرضى، في الـ38 من العمر، وصل إلى المستشفى وهو مصاب بالتهابات تنفسية وخيمة، لكنه وصل متأخراً بعد أن تمكن الالتهاب من أكثر من ثلثي رئتيه وأدخله في حالة حرجة جداً.

استشاري الحالات الحرجة، حمَّل الإهمال، وإضاعة الوقت المسؤولية الكبرى عن عدم استجابة المريض لأي من المعالجات المقررة.

وأوضح أن أعراض التهابات الجهاز التنفسي في هذه المواسم الوبائية والمسؤولة عنها المتحورات الجديدة من فيروس كورونا والتي تشمل حمى وقشعريرة وإرهاقاً وألماً في العضلات وصداعاً وألماً في الحنجرة وسيلاناً أو انسداداً في الأنف وتغيراً في حاستي الشم والطعم, يمكن التعامل معها عبر الراحة التامة والتغذية المناسبة وأخذ المسكنات والفيتامينات وعدم الاختلاط مع كبار السن أو من هم مصابون بأمراض مزمنة, وغالبية هذه الحالات تتماثل للشفاء دون أية مضاعفات.

وتابع: لكن النقطة الهامة هنا هي عند وصول الالتهاب الى الوحدة الوظيفية للرئة (الحويصلات الهوائية) المسؤولة عن التبادل الغازي بين الرئة والدم، ففي هذه الحالة تظهر أعراض ضيق وصعوبة النفس ونزول مستوى الأوكسجين في الدم, وعند هذه النقطة يصبح من الضرورة جداً عرض الحالة على الطبيب دون إضاعة الوقت وتناول البروتوكول الدوائي الموصوف الذي يقلل من احتمالية دخول الحالة في المضاعفات الخطيرة.

إقرأ أيضاً.. وفاة توأم سيامي برأسين وجسد واحد في مدينة باجل

وشدد الدكتور المقطري على أن عامل الوقت في هذه المرحلة من المرض هو حجر الزاوية في نجاح استجابة الحالات للمعالجة.

تهديد مثير للقلق

من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية، إن التهديد العام الناجم عن المتحور أوميكرون المثير للقلق, يتوقف على مدى قدرة المتحور على الانتقال، ومدى فعالية اللقاحات والعدوى السابقة بكوفيد-19 في الحماية من العدوى، وسريان العدوى، والمرض السريري، والوفاة، ومدى ضراوة المتحور مقارنةً بالمتحورات الأخرى.

ومن المؤسف أن هلع اليمنيين ومخاوفهم من أوميكرون، مقتصر على منصات التواصل الاجتماعي، لكنه لا يحضر في واقع حياتهم، فأغلبهم لا يلتزمون بتعليمات الإجراءات الوقائية، ولا يكترثون بها، وكثيرون يسخرون منها، ويعتبرونها تهويلاً, بينما الدنيا عوافي،  لكنهم لا يدركون أن كثيرين منهم يدفعون حياتهم ثمناً لهذه اللامبالاة.

وما هو مؤكد في الوقت الحالي، بحسب الصحة العالمية،  هو أن المتحور أوميكرون المثير للقلق ينتشر بمعدل لم يُشاهد مع أي متحور سابق آخر، وقد جرى، ولا يزال، الإبلاغ عنه في كثير من بلدان العالم، وتتوقع المنظمة الأممية أن تكتشف مزيد من البلدان حالات إصابة به.

وتقول الصحة العالمية إنه لم يتضح حتى الآن ما إذا كانت العدوى بالمتحور أوميكرون تسبب مرضاً أشد وخامة مقارنة بالعدوى بالمتحورات الأخرى ومنها دلتا، مضيفة بأنه لا يوجد حاليًّا معلومات تشير إلى أن الأعراض الناجمة عن المتحور أوميكرون المثير للقلق تختلف عن الأعراض الناجمة عن المتحورات الأخرى، ومؤكدة أن جميع متحورات كوفيد-19، ومنها المتحوِّر دلتا، يمكن أن تسبب المرض الوخيم أو الوفاة لأشد الناس ضعفًا، ولذلك تظل الوقاية دائمًا هي الأساس.

وتؤكد المنظمة الأممية على أن أكثر الخطوات الفعالية التي يمكن للأفراد اتخاذها للوقاية من أوميكرون،  هي الحفاظ على التباعد البدني مسافة لا تقل عن متر واحد، وارتداء كمامة مناسبة، وفتح النوافذ لتحسين التهوية، وتجنب الأماكن السيئة التهوية أو المزدحمة، والحفاظ على نظافة اليدين، وتغطية الوجه بالمرفق أو بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، والحصول على اللقاح.

الآن.. بإمكانك الإشتراك في قناة الطبية على اليوتيوب

Exit mobile version