المجلة الطبية

“أوميكرون” يباغت مناعة الأطفال ويقودهم إلى المستشفيات

-

أوميكرون يباغت مناعة الأطفال ويقودهم إلى المستشفيات

الطبية|

أثبتت دراسة نُشِرَت في العام 2020م أن الأطفال أطلقوا استجابةً مناعيةً فطريةً سريعةً قاومت فيروس «كوفيد» وأنتجت الكثير من البروتينات القوية المضادة للفيروس التي تُعرَف باسم الإنترفيرونات والإنترلوكينات، والتي سحقت فيروس كورونا في وقت مبكر من الإصابة.

وبهذا بدا وكأن الأطفال هم الفئة العمرية الوحيدة القادرة على الإفلات من الأعراض الشديدة التي يسببها الفيروس إذ لم يمرض بدرجة خطيرة أو حتى بصورة طفيفة سوى عدد قليل جدًّا من الأطفال، مقارنةً بالبالغين.

قد يهمك .. جامعة صنعاء تقيم مؤتمر لطب الأسنان بمشاركة ألف باحث

إلا أن أحدث الدراسات اليوم تشير إلى أن نجاة الأطفال والتي تعد الجانب الإيجابي الوحيد فيما يتعلق بالجائحة، أيضاً ربما تتلاشى حاليًّا مع المتحور «أوميكرون»، فقد زادت أعداد الأطفال الذين دخلوا المستشفيات زيادةً مفاجئة وسريعة في الأسابيع الأخيرة بالتزامن مع الارتفاع الحاد في أعداد الإصابات بالمتحور «أوميكرون».. مما بدأ يثير المخاوف بشأن الخطورة التي يمكن أن تمثِّلها النسخة الأخيرة من فيروس كورونا على الأطفال أكثر من غيرها من النسخ.

لا مؤشرات خطيرة

حول هذا تقول مارلا برودفوت، وهي كاتبة علمية حرة ومحررة مساهمة في دورية «أمريكان ساينتست»، أن الخبراء يعتقدون أن السبب وراء تلك القفزة يعود على الأرجح إلى اقتران عاملَين معًا، أحدهما طبيعة «أوميكرون» المتمثلة في قدرته الأعلى على الإصابة بالعدوى مقارنةً بالمتحورات الأخرى، والآخر ربما كان ما اكتُشِفَ مؤخرًا بشأن تفضيله اختراق الممرات الهوائية أعلى الرئتين؛ إذ تنسد هذه الممرات بسهولة أكثر لدى الأطفال الصغار.

وتشير الكاتبة، الحاصلة على درجة الدكتوراه في علوم الوراثة والبيولوجيا الجزيئية، في مقالة منشورة لها حديثاً إلى أنه حتى الآن، لا توجد مؤشرات دالة على أن الحالات الناجمة عن الإصابة بمتحور «أوميكرون» أكثر خطورةً من غيرها، بل إن الأدلة الأولية تشير إلى أن العكس ربما كان صحيحًا، فقد أقدمت رونج شيو عالِمة البيانات في جامعة كيس ويستيرن ريزيرف على تحليل السجلات الصحية لما يقرب من 80 ألف طفل دون الخامسة أصيبوا بـ«كوفيد-19» قبل ظهور المتحور «أوميكرون» وبعده، فاكتشفت شيو أن احتمالية دخول مَن أصيبوا عندما كان هذا المتحور سائدًا إلى المستشفى كانت ثلث مثيلتها عندما كان المتحور «دلتا» هو السائد (1% مقابل 3%).

وتتسق نتيجة هذه الدراسة مع نتائج أبحاث سابقة توضِّح حدوث اتجاهات مماثلة لدى الأطفال من جميع الأعمار، ويدعمها تحليل حديث أُجري على مرضى «كوفيد» في كاليفورنيا (علماً أن جميع هذه الدراسات واردة في أوراق بحثية في مرحلة ما قبل الطبع، ولم تخضع بعد لمراجعة الأقران أو تُنشر في دوريات علمية).

تغيُّر في الظروف والاستجابة

وتقول الكاتبة، إن إحدى السمات التي ربما ساعدت المتحور على هذا الانتشار السريع هي قدرته على الإفلات من الاستجابة المناعية، وقد أبلى الأطفال في الموجات الأولى من الجائحة بلاءً أفضل من البالغين.

ويعود السبب في ذلك إلى حدٍّ كبير إلى أن الأجهزة المناعية الفطرية لدى الأطفال أقوى، فهي تطلق استجاباتٍ أوليةً سريعة تقاوم الميكروبات التي تجتاح الجسم، وفي المقابل، لدى البالغين أجهزة مناعة تكيفية أفضل، تستجيب بفاعلية للعدوى بعد أن تبدأ في التأثير على الجسم.

إقرأ أيضاً .. القبض على عصابة تزوير فحوصات “كورونا” في المهرة

تقول بيتسي هيرولد طبيبة الأمراض المعدية لدى الأطفال بكلية ألبرت آينشتاين للطب: لم يكن لدينا كلنا أية معلومات في البداية، فلم نرَ هذا الفيروس من قبل، وقد أثبتت هيرولد في دراسة نُشِرَت في عام 2020م أن الأطفال أطلقوا استجابةً مناعيةً فطريةً سريعةً قاومت فيروس «كوفيد» وأنتجت الكثير من البروتينات القوية المضادة للفيروس التي تُعرَف باسم الإنترفيرونات والإنترلوكينات، والتي سحقت فيروس كورونا في وقت مبكر من الإصابة، غير أن الظروف قد تغيرت بعد مرور عامين في ظل استمرار الجائحة وظهور متحورات جديدة من الفيروس.

قدرة على الانتقال وأعراض أقل خطورة

باحثون متخصصون أشاروا إلى أن تفضيل «أوميكرون» للجزء العلوي من الجهاز التنفسي (فوق الرئتين) يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية للأطفال الأصغر سنًّا.. والذين تتسم الممرات الهوائية لديهم بأنها أضيق وأقل اكتمالًا في النمو منها لدى البالغين، وأن انسداد هذه الممرات الهوائية الدقيقة بالمخاط والالتهاب يكون أسهل، مما يتسبب في أن يصدر الرضع والأطفال حديثو المشي صوت أزيز عند التنفس، أو يتسبب في حدوث الخانوق، وهي حالة مرضية تشتهر بسعالها النباحي، وأن هذه المتلازمات تقليدية في مرحلة الطفولة، ونعلم جيدًا كيف نتعامل معها؛ فعلى الرغم من أن هذه الحالات قد تؤدي إلى دخول الطفل المستشفى، فإن علاجها سهل، بغض النظر عن الفيروس المسبب لها، سواء كان «سارسكوف-2» أو أي فيروس آخر.

الآن.. بإمكانك الإشتراك في قناة الطبية على اليوتيوب

Exit mobile version