المجلة الطبية

مرضى السرطان.. أنين حتى النهاية

-

مرضى السرطان.. أنين حتى النهاية

الطبية – محمد العزيزي|

فجاءة شعر الخمسيني ياسين شمسان بآلام في معدته حد أنها لم تقبل أي طعام بداخلها، مما دفعه للذهاب إلى المستشفى للعلاج، وهناك أجريت له العديد من الفحوصات التي أكدت إصابته بسرطان المعدة.

بعد ظهور نتائج الفحوصات الصادمة لشمسان، قرر الأطباء إجراء عملية للرجل الخمسيني لاستئصال المعدة وربط الأثنى عشر بالأمعاء أو تركيب مدخل غذاء خارج البطن، بحسب شمسان الذي قال لـ”المجلة الطبية” إن الأطباء أكدوا له أن سبب إصابته بسرطان المعدة هو القات والسموم التي كانت تمتصها معدته.

يعترف شمسان أنه كان يتناول القات بشراهة يوميا ولساعات طويلة ودون أن يهتم بغذائه، معتبراً  إن اهماله لصحته وغذائه كان سبب إصابته بالسرطان.

قد يهمك .. أطعمة ممنوع تناولها قبل تلقي الأدوية

داخل مركز علاج الأورام، كانت الستينية تقوى الحناني تنتظر، رفقة ولدها سمير، دورها في الدخول إلى الكشافة المقطعية، وعلامات الإعياء الشديد ظاهرة على وجهها، بسبب معاناتها من سرطان الكبد.

قال سمير لـ”المجلة الطبية” إن والدته ظلت لفترة تعاني من اصفرار في العينين، وتتناول علاجات شعبية عشبية بالإضافة إلى العسل، وقد كانت بدأت تتماثل للشفاء لفترة قصيرة لكن حالتها الصحية انتكست مجدداً وأصبح جسدها “مصفراً” بالكامل ليتبين لاحقاً  وبعد عرضها على الأطباء وإجراء الفحوصات اللازمة لها، أن كبدها أصبح متليفاً.

ويضيف بحزن ” لقد أكد الأطباء حاجة أمي لزراعة كبد.. لأن العلاج لن يجدي نفعاً”.

ووفقا لآخر إحصائية عن الحالات المسجلة في مركز الأورام بصنعاء خلال الأعوام من 2005 وحتى 2021 فقد بلغت 80,000 حالة سرطان تم تسجيلها وعلاجها في المركز من جميع الفئات العمرية ..وبينت الإحصائية أن عدد حالات السرطان خلال العامين الأخيرين قد بلغت 000. 12 حالة تقريبا في مركز واحد بصنعاء.

وكشفت تقارير طبية عن ارتفاع نسبة عدد اليمنيين الذين يصابون بمرض السرطان كل عام خاصة سرطان الدماغ والبلعوم على وجه التحديد.

عند لقائنا المختصين في مركز الأورام بصنعاء أكدوا لنا أن تكلفة علاج المصابين بمرض السرطان أو الأورام و المترددين على مركز علاج الأورام بصنعاء تبلغ  3 مليارات وأربعمائة مليون ريال في الربع الأول من العام الجاري 2022 ، وذلك في شراء العلاجات اللازمة لأمراض السرطان والمستلزمات الطبية والعلاج الكيماوي والمحاليل العلاجية والخاصة بالمختبرات وما إلى ذلك من الحاجيات والمتطلبات لبقاء مركز الأورام يقدم خدماته للمرضى وفق مذكرات المركز المطالبة بتوفير تلك الأموال أو توفيرها عبر صندوق مكافحة السرطان.

وذكر الدكتور محمد درهم -استشاري الأورام ورئيس المجلس العلمي بالمركز- أن عدد الأشخاص الذين يصابون بالسرطان في اليمن يبلغ عددهم نحو20 إلى 25 ألف شخص سنويا وتصل نسبة الوفيات بينهم إلى 60 في المائة أي ما يعادل 12 ألف شخص في السنة.

وأشار الدكتور درهم إلى ان الدراسات والتقديرات لدى المركز والمختصين تؤكد أنه ما يتراوح نسبته بين 25 و 30 في المائة من المصابين يتماثلون للشفاء ويعيش ما بين 10 و15 بالمائة منهم لأكثر من عام. وفقا للتقديرات كما يقول الدكتور درهم.

إقرأ أيضاً .. مدير مركز علاج الأورام لـ(الطبية): نفتقر لأطباء الدعم النفسي ونحتاج استشاريين

ويقول أطباء متخصصون بمركز الأورام بصنعاء أن أهم الأسباب لارتفاع عدد حالات الإصابة بالسرطان وخاصة سرطان البلعوم والفم يرجع لبعض الممارسات التي تتعلق بعادات وسلوكيات اليمنيين مثل تناول القات الذي يحتوي على مواد كيميائية تستخدم في زراعة القات كما أن التبغ والتدخين بكافة أشكاله المختلفة يعد سببا آخر للإصابة بمرض السرطان.

وبحسب الأطباء الذين أكدوا لنا -خلال زيارتنا لمركز الأورام لتنفيذ هذا التحقيق- أن الأرقام كبيرة خاصة تلك التي تصيب الرأس والعنق والبلعوم, حيث تشير تلك الأرقام إلى أن حالات الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي تمثل في اليمن عموما ما نسبته 8.13 في المائة, يليها سرطان الفم واللثة بنسبة 7.10 في المائة حد قولهم.

وقالوا أن السرطانات التي لها علاقة بأورام الرأس والعنق وسبل التشخيص الدقيق لهذا المرض وطرق علاجه سواء عبر الجراحة المتقدمة أو العلاج الاشعاعي والكيميائي.

ويرجح الدكتور عبدالله ثوابة -مدير عام مركز الأورام بصنعاء- أن نسبة الإصابة بسرطان الرأس والعنق هي أكبر نسبة وإحصاءاتنا كبيرة, وهذا يرجع لبعض العادات الموجودة في اليمن من ضمنها كما يعرف الجميع مضغ القات والشمة والتي توضع  تحت اللسان أو بمناطق علوية من الفم والمداعة النارجيلة أو الشيشة والسيجارة التي تعتبر أحد المسببات بالإصابة بأمراض السرطان.

الآن.. بإمكانك الإشتراك في قناة الطبية على اليوتيوب

Exit mobile version