د. خالد عبدالله المؤيد *
تحتفل في كل عام دول العالم باليوم العالمي للسل، والذي يُصادف 24 من مارس، إذ تأتي هذه المناسبة بهدف تعزيز الجهود والمساعي أمام رفع مستوى الوعي الصحي حول هذا المرض والعواقب الصحية والاجتماعية والاقتصادية المترتبة عليه، مع استمرار تكثيف المساعي العالمية أمام القضاء على السل، الذي يُعتبر من الأمراض المعدية الفتاكة التي تم محاصرتها والحد منها في بعض دول العالم.
ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للسل (الدرن) لهذا العام 2022 تحت شعار “استثمروا في إنهاء السل.. أنقذوا الأرواح“ تأكيداً على مواصلة جهود مكافحة السل، والحاجة إلى استثمار الموارد لتكثيف جهود مكافحة المرض.
قد يهمك .. الصداقة وتأثيرها النفسي والصحي على الأطفال
ومن أهم أهداف اليوم العالمي للسل التعرف على هذا المرض الذي يُعتبر أحد الأمراض الصدرية المعدية التي تُهاجم الرئتين، مع معرفة طرق انتشاره وكذلك التدابير الوقائية لتجنب الإصابة بالمرض وكيفية علاجه.
ويحتفل اليمن بهذا اليوم في ظل عدوان ظالم وحصار خانق للعام السابع على التوالي، أدى إلى تدمير البنية التحتية وانهيار الاقتصاد وإضعاف النظام الصحي والاجتماعي، مع العلم بأن السل في اليمن لا يزال يمثل إحدى المشكلات الصحية والاجتماعية، حيث قدرت منظمة الصحة العالمية أن 14000 شخص يصابون بالسل سنوياً وبمعدل حدوث 49 حالة سل جديدة لكل 100.000 من السكان.
كما قدرت المنظمة أن معدل وفيات مرض السل في اليمن يقدر بـ 7 وفيات لكل 100.000 من السكان وتُصنَّف اليمن بأنَّها من الدول ذات معدَّل الإصابة المتوسط بهذا المرض.
وبحسب إحصائيات البرنامج الوطني لمكافحة السل للعام 2021م فقد بلغ عدد الحالات المكتشفة 9387 حالة سل منها تقريبا 63% سل رئوي و37% سل خارج الرئة، حيث أن نسبة ما يقارب 70% من إجمالي هذه الحالات تم الإبلاغ عنها من المحافظات ذات الكثافة السكانية العالية، وقد بلغ معدل نجاح المعالجة لهذه الحالات بـ 88%.
وتحرص الإدارة العامة لمكافحة الأمراض والترصد في وزارة الصحة على تنظيم العديد من الفعاليات والبرامج وتفعيل الشراكة المجتمعية، بما يساهم في تعزيز نشر التوعية بين مختلف فئات المجتمع حول هذا المرض والحث على أهمية التشخيص المبكر وتجنب الإصابة والمضاعفات المحتملة، كما تشيد ببرنامج السل لتوفيره أحدث الأنظمة التشخيصية والعمل بالسياسات العلاجية المناسبة على مختلف المستويات، إلى جانب متابعته للترصد والوقاية من هذا المرض.
إقرأ أيضاً .. مهيوب: خدمات تشخيص وعلاج مرض السل منتشرة في اليمن مجاناً
وفي هذه المناسبة نحث البرنامج الوطني لمكافحة السل على رفع مستوى الشراكة والتعاون مع الصندوق العالمي لمكافحة السل والإيدز والملاريا، والمنظمة الدولية للهجرة ومنظمة الصحة العالمية لدعم البرنامج لتنفيذ الأنشطة وإعداد وتحديث الاستراتيجيات والأدلة لمكافحة السل في اليمن، بما فيها الخطط الوقائية التي تساهم في إذكاء ونشر الوعي المجتمعي اللازم، خاصة في ظل العدوان القائم على بلادنا وجائحة كورونا “كوفيد -19″ مع ضمان استمرارية توفير الخدمات الوقائية والعلاجية لمرض السل.
إلى جانب تسليط الضوء على أبرز الجهود والتدابير الوقائية والأهداف المنشودة التي تسعى إلى القضاء على وباء السل من خلال تكاتف الجهود المحلية والإقليمية والعالمية في سبيل التخلص من هذا المرض وتداعياته.
*مدير عام مكافحة الأمراض والترصد الوبائي بصنعاء
كُتب هذا المقال ضمن الحملة التي أطلقتها المجلة الطبية، تزامنا مع اليوم العالمي لمكافحة السل 2022، بالشراكة مع البرنامج الوطني لمكافحة السل والمركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بصنعاء ومنظمة الهجرة الدولية ومنصة (عوافي).
الآن.. بإمكانك الإشتراك في قناة الطبية على اليوتيوب
Source : https://alttebiah.net/?p=19150