الدكتور عبدالسلام عواس يكشف لـ”الطبية” حقائق مهمة عن زراعة الأسنان في اليمن
نعم .. تستطيع أن تجري عملية زراعة الأسنان بغض النظر عن العمر وتستعيد قدرتك على المضغ بشكل سليم وصحي، وتجنب فمك التعرض للمخاطر التي قد تلحق به نتيجة فقدان الأسنان.
وبحسب أخصائي تقويم وزراعة الأسنان الدكتور عبدالسلام عواس، لا يوجد عمر محدد يمكن أن يشكل عائقا أمام زراعة الأسنان لأي مريض مادام يتمتع بصحة عامة جيدة، مشيرا إلى أن المصابين ببعض الأمراض المزمنة مثل السكر يمكنهم أيضا زراعة الأسنان.
وأوضح الدكتور عواس –في حديثه لـ (المجلة الطبية)- أن عملية زراعة الأسنان في اليمن تتم بمعايير وجودة عالمية، بالإضافة إلى ميزة سهولة مراجعة الطبيب في حال احتاج لأي تعديل أو تصحيح.
الطبية – حوار/ أدهم محمد|
* إلى أي مدى تعتبر زراعة الأسنان مهمة؟
– تعد زراعة الأسنان أهم اختراع في علم طب الأسنان الحديث منذ ما يقرب الخمسين سنة الماضية، لأنها تعيد الأسنان التي فقدت على مر السنين وتعيد للفم الابتسامة والجمال الضائع، وأيضاً تعيد عملية المضغ الطبيعي للطعام، ولا يخفى على أحد كم تؤثر عملية المضغ السليم على هضم الطعام وعلى الصحة بشكل عام.
قد يهمك .. قبل أن يصل بك السل إلى اللحظة الحرجة
بالإضافة إلى أن زراعة الأسنان تحافظ على عظم الفكين من الامتصاص والضمور وقد كان مجمّعنا من المراكز السباقة في اليمن التي اعتمدت زراعة الأسنان وزراعه العظم والطعوم العظمية وأنسجة اللثة منذ ما يقرب 17 عاما وخاصة الزرعات الحديثة والأجهزة ذات الجودة الأوروبية العالية.
* ما هي آلية عملية زراعة السن ومدى فاعليتها؟
– تعتبر عمليات زراعة الأسنان من الأساليب الفعالة لاستبدال سن واحدة أو أكثر، أو وسيلة مساعدة لبناء الجسور، وتشتمل كل عملية زرع على ركيزة معدنية يتم إدخالها في عظم الفك، وعلى عامود ناتئ تركب عليه السن الصناعية التي تشابه –إلى حد كبير– السن الطبيعية من حيث الشكل ووظيفة قوة المضغ عليها.
كما تستطيع عمليات الزرع أن تدعم الجسور الثابتة أو تحل محل أطقم الأسنان الجزئية أو تثبيت أطقم الأسنان الدائمة عليها.
وتتم زراعة الأسنان عن طريق غرس جذور صناعية مصنوعة من مادة التيتانيوم Titanium النقي في عظم الفك في مكان السن المفقود، حيث يلتحم عظم الفك حول هذه الجذور التحاما تاما يجعلها قادرة على تحمل وظائف الأسنان الطبيعية بشكل فعال.
وتعتبر زراعة الأسنان (غرس الأسنان) حتى يومنا هذا العلاج الأفضل لتعويض الأسنان المفقودة، ويمكن الاعتماد عليها في زراعة الأسنان لتعويض سن واحد، أو عدة أسنان، أو حتى كل الأسنان.
* ما هي الشروط التي يجب توفرها ليصبح المريض قادراً على زراعة الأسنان؟
– إن غالبية المرضى الذين يتمتعون بصحة عامة تؤهلهم لإجراء العلاجات الجراحية العامة في طب الأسنان مؤهلين أيضا لإجراء عملية الزراعة السنية مثل مرضى السكر والقلب وغيرها بعد مراجعة سجلاتهم الطبية.
كما أن فاعلية تركيبات الأسنان المدعمة بعملية غرس الأسنان تفوق بكثير مثيلاتها من أطقم الأسنان المتحركة التقليدية، فالمرضى المعالجون بغرس الأسنان لا يشعرون بوجود شيء غريب أثناء عملية مضغ الطعام أو الكلام وتزيد ثقتهم بأنفسهم من عدم سقوط التركيب كما في الأطقم المتحركة وتكون قوة العض عليها مماثلة للأسنان الطبيعية.
وعندما يقوم بعملية زراعة الأسنان طبيب متمرس في هذا المجال، فإن المضاعفات التي تنجم عن هذه العملية قليلة جدا، و في حال وجودها يتم السيطرة عليها بالعقاقير الطبية مثل المضادات الحيوية ومسكنات الألم.
* بعد عملية الزراعة كم يحتاج المريض من الوقت للعلاج؟
– مدة العلاج كاملة تتوقف على الفترة التي يحتاجها عظم الفك للالتحام حول الجذور الصناعية المغروسة، وهي تتراوح بين شهرين إلى أربعة أشهر كحد أقصى، وكذلك الفترة التي تحتاجها خطوات صناعة التيجان المدعومة بهذه الجذور وهذه تتوقف على عدد التيجان ونوعها وكذلك في حالة توفر عظم كافٍ في بعض الحالات يمكن عمل زرعات فورية يتم التركيب النهائي خلال أسبوع.
* لماذا تختلف أسعار الزرعات أو الغرسات من دولة لأخرى؟
– الواقع أن زرعات الأسنان أنواع كثيرة وشركات متنافسة من جميع دول العالم كل منها تقدم ميزة مختلفة عن الأخرى، ومعظم هذه الشركات تتبارى في المؤتمرات لتثبت للأطباء أن زرعاتها الأفضل على مستوى العالم ، وفي معظم الحالات تكون هذه الزرعات مدعومة ببيانات وأبحاث صحيحة.
والطبيب المعالج المختص هو أفضل من يقدر أنسب الزرعات لحالة المريض من حيث الشكل والمميزات.
ومن المعروف أن أسعار معالجة الأسنان في اليمن أقل من الدول العربية ومعظم دول العالم بعدة أضعاف (حسب الطبيب ونوع المعالجة).
فالأسباب الرئيسية للفروق السعرية بين دول العالم واليمن في مجال زراعة الأسنان –باعتبار تكاليف الزراعة في اليمن أقل نسبيا– هو في الدرجة الأولى بسبب فرق مستوى الدخل وبسبب انخفاض الرواتب للموظفين العاملين في العيادات وانخفاض إيجار العيادات والمراكز مقارنة بالخارج، علماً أن الزرعات الموجودة في اليمن من أجود أنواع الزرعات الأوروبية الفرنسية والسويسرية والألمانية.
* هذا يعني أنك تنصح المرضى بإجراء الزراعة في اليمن؟
– كما ذكرنا أن شركات صناعة غرسات الأسنان كثيرة ومتعددة وتختلف قطع ومكونات الزرعات من شركه إلى أخرى وعدد الشركات بالآلاف، وهذا يعتمد على جودة الشركة.
لكن دعني أخبرك .. في حال قام الشخص بعملية الزراعة في الخارج ثم تعرض لأي مشكلة في الزراعة ، سيضطر للعودة إلى الطبيب الذي قام بالعملية لتصحيح المشكلة، وهذا يعني تحمل أعباء وصعوبات وتكاليف أو يضطر لطلب القطع التي تحتاج لتبديل عبر الطبيب الذي عالجه في الخارج وهذا يتطلب تكاليف إضافية.
لكن في حال قام بإجراء العملية هنا في اليمن من السهل الوصول إلى الطبيب عند تعرضه لأي مشكلة لها علاقة بعملية الزراعة.
* كيف تصنف عملية زراعة الأسنان ومستوى الألم الذي تحدثه؟
– تصنف عمليه زراعة الأسنان من العمليات الصغرى والبسيطة في الفم، كما أن إجراءات التخدير والتسكين تزيل الألم تماما خلال العملية التي لا تسبب أي ألم بعد الانتهاء منها، خاصة في ظل توفر أدوية مسكنة للألم يمكن استخدامها لمدة يومين أو ثلاثة بعد الزراعة.
* ما هو العمر الافتراضي للسن المزروع ؟
– القليل جدا من الأشياء يدوم مدى الحياة ، وبالنسبة للزراعات السنية هنالك زرعات تم عملها في مجمعنا وما زالت في الفم منذ 17 عاما، لكن هذا ليس متوسط العمر، بل المتوسط المتوقع أكثر من ذلك ويختلف بين شخص وآخر وفقا لبعض المتغيرات مثل صحة المريض العامة والمحافظة على نظافة الفم بالطريقة الصحيحة والابتعاد عن بعض العادات السيئة مثل التدخين.
ومثلما يكون مصير السن الطبيعي في فم كل شخص ، إما أن تدوم طول الحياة أو تخلع في أي وقت لسبب معين ، ينطبق هذا المصير على زراعة الأسنان.
* كم من الوقت تستغرق عملية الزراعة؟
– يعتمد ذلك على الحالة فقد تستغرق العملية مابين 15 إلى 30 دقيقة وقد تطول حتى ساعة حسب عدد الزرعات.
* بالنسبة لكبار السن .. هل يمثل العمر عائقا أمام إجراء عملية الزراعة؟
– لا يشكل عمر الشخص أي عائق ولكن الصحة العامة هي العامل المحدد، فقد تجد أشخاصاً تجاوزوا السبعين من العمر يتمتعون بصحة أفضل بكثير من أشخاص أصغر عمرا، وفي الغالب يكون مرضى زراعة الأسنان هم من الكبار في السن لأنهم في حاجة أكبر لمثل هذا العلاج لفقدانهم بعض أو جميع أسنانهم.
نحن لا نستطيع أن نحدد ما هو العمر المناسب لزراعة مفصل الركبة مثلا، أو إجراء عملية القلب المفتوح، فهاتان العمليتان مهمتان لكل شخص في أي عمر، وهذا ينطبق على عملية زراعة السن ، بالعكس فإن زراعة السن مهمة للشخص في أي عمر.
* ماذا لو لم يتم زراعة السن للمريض رغم حاجته للزراعة؟
– عندما تفقد الأسنان لأي سبب كان بدون تعويضها فان ذلك يسبب امتصاصاً سريعاً في العظم الفكي مكان السن المفقود خاصة في السنة الأولى.
على سبيل المثال عندما يكون الشخص ملازما الفراش لمدة طويلة من الوقت يفقد قوة عضلاته وتصبح العضلات رخوة تماما ويتعرض العظام للضعف، وفي الفم ينكمش العظم تحت اللثة ويمكن ملاحظة ذلك في الشخص الذي فقد نصف أسنانه ، إذ نلاحظ وجود العظم بوفرة حول الأسنان الباقية.
إذا الغرسات السنية تحافظ على العظم في مكانه لأن قوة المضغ المسلّطة على العظم تجعله يتفاعل معها حيويا بنفس الطريقة التي كان عليها قبل فقدان الأسنان الطبيعية مما يحافظ على شكل الفم والوجه كما لو أن الأسنان لم تفقد من قبل.
* ماذا عن رفض الجسم للغرسات السنية؟
– تصنع الغرسات من مواد متوافقة بيولوجيا (حيويا) مع جسم الإنسان ويتم تعريضها لاختبارات مكثفه لعدة سنوات وهذه المواد في معظمها من معدن التيتانيوم النقي الذي يكون طبقة عازلة على سطحه خلال أعشار الثانية تحت أي ظرف ولذلك لا يرفضه جسم الإنسان ولا تتكون الأجسام المضادة مثل ما يحدث في بعض العمليات مثل زراعة القلب والكبد والكلية، لذلك يتم صناعة المفاصل الصناعية وأجزاء كثيرة في الجسم من هذا المعدن.
* هل تتم الزراعات السنية لأسباب تجميلية؟
– الهدف الرئيسي للزرعات هو إعطاء دعم إضافي لسن الاستبدال ويكون التعزيز الجمالي ممكنا مع الأسنان المزروعة ويجب أن تتم مناقشة التوقعات مع الطبيب قبل العلاج حيث تقدم زراعة الأسنان نتائج جمالية في المنطقة الأمامية العلوية.
إقرأ أيضاً .. استثمار لإنقاذ الأرواح
* في حال كنت سأزرع كامل الفك هل سأبقى بدون أسنان مدة من الزمن؟
– ليس من الضروري أن تبقى بدون أسنان ، فيمكن أن يتم تصميم طقم متحرك مؤقت، وفي بعض الحالات بالإمكان وضع جسر مؤقت على بعض الأسنان الباقية والتي لن يتم قلعها إلا في الزيارة القادمة حيث يتم اختيار بعض الأسنان التي يمكن أن تصمد لفترة معينة بحيث يركب عليها جسور مؤقتة فوق الزرعات.
كما توجد طريقة أخرى في حال لم تكن عندك أسنان أبداً صالحة أو أنك أدرد في هذه الحالة يوجد خياران للتعويض، إما أن تزرع عشر زرعات بدل من 6 زرعات في الفك الواحد (طبعاً ستزيد التكاليف 40%) في هذه الحالة وحسب الدراسات الحديثة بإمكانك أن تركّب أسناناً فوق الزرعات بشكل مباشر خلال أسبوع.
الخيار الثاني هو أن تجري زرعات خاصة فورية ( هذه الطريقة نسبة نجاحها أقل وتحتاج عظماً بكمية وكثافة كبيرة) وبهذه الطريقة يمكن أن تعوض فوراً فوق الزرعات.
* كم عدد الزرعات التي يحتاجها المريض في حال كان الفك العلوي والسفلي بدون أي أسنان؟
– سيحتاج الشخص في حاله فقدان الأسنان بشكل كامل لعمل 6 إلى 8 زرعات للفك العلوي ومثلها للفك السفلي ويمكن للزرعة الواحدة أن تعوض تركيب سنّين ، لأن طبيب الأسنان المختص هو من يحدد كم عدد الزرعات التي يحتاجها المريض، حسب كمية العظم المتوفرة في الفك.
* ما هي خطوات عملية زراعة وعلاج الأسنان؟
– في البداية يقوم الطبيب بكل الفحوصات اللازمة ومن ثم يقوم بطرح الخيارات المناسبة لحالة المريض، ويكون العلاج كالتالي، قبل عملية الغرس ،في بعض الحالات يحتاج المريض إلى تعويض سني مؤقت لاستعماله خلال فترة العلاج ، وقد يكون متحركاً (قابل للنزع بواسطة المريض) أو ثابتاً (غير قابل للنزع).
الخطوة التالية يتم فيها عملية الغرس لسن أو أكثر تحت تأثير المخدر الموضعي الذي يستخدم للعلاجات الفموية العادية، ويتم خلالها غرس الجذور الصناعية المصنوعة من مادة التيتانيوم Titanium لتعويض السن المفقود، وهذه الجذور ستشكل تيجان الأسنان التي سيتم تثبيتها في نهاية العلاج. .
يأتي بعدها عملية كشف الجذر، وهذا بعد أن يكتمل التئام (التحام) العظم حول الجذور ويستغرق في العادة ثلاثة أشهر تقريبا حسب الحالة، يقوم الطبيب بكشف رأس الجذر المغروس سابقا وتثبيت دعامة معدنية على الزرعة لحمل التركيب عليها.
ومن ثم صناعة تيجان الأسنان عندما يقوم الطبيب بأخذ القوالب الخاصة للجذور المغروسة والأسنان الطبيعية الأخرى، وصناعة التيجان، (ويفضل أن تصنع من مادة الزيركون المغطى بالخزف بسبب خواصه الجيدة بالنسبة للزرعات واللثة) ، مع مراعاة أن يكون مناسبا شكلا وحجما للأسنان الأخرى، وقويا يتحمل عملية مضغ الطعام للسنوات التالية أو بخزف مع المعدن.
أُجري هذا الحوار ضمن الحملة التي أطلقتها المجلة الطبية، تزامنا مع اليوم العالمي لصحة الفم 2022، وتحت شعار #لتستمر_ابتسامتك ، وتهدف للتوعية بأهمية وطرق الحفاظ على صحة الفم بشكل مثالي وتجنب الإصابة بالأمراض المتعلقة بالفم واللثة والأسنان واللسان.
الآن.. بإمكانك الإشتراك في قناة الطبية على اليوتيوب
Source : https://alttebiah.net/?p=19359