في عام 2017، نشرت دراسة لفريق بحثي إيراني من جامعة أصفهان لعلوم الطب، كانت قد قامت بمراجعة كافة الأبحاث التي جرى نشرها عن صيام رمضان في الفترة ما بين عامي 2009 و2014، و خرجت بتقدير للتأثيرات الصحية للصيام على الوزن، نسبة الدهون، ومعدل السكري في الدم، وصحة الحمل، وكفاءة الجهاز المناعي.
وأظهرت مقارنات مستوى الدهون قبل الصيام وبعده أن نسبة الكوليسترول والتريجليسريد ( نوع من الدهون المتكونة في الجسم) تنخفض عند الرجال خلال الصوم، فيما تزداد نسبة البروتين الدهني عالي الكثافة في النساء.
وشددت الدراسة على ضرورة أن يستشير مرضى السكري أطبائهم فيما يخص التغذية والصحة والنشاط البدني قبل البدء في الصيام.
الحمية الغذائية
بحسب تقرير لمجلة “للعلم“ العالمية، فإن أحد أهم التحديات التي يراها العلماء في الصيام هو طول وقت الانقطاع عن الطعام، مما يدفعهم إلى دراسة تأثير الحميات الغذائية التي تُحاكي الصيام ولكن خلال مدة أقصر.
ووفق دراسة أمريكية حول تأثير النظام الغذائي منخفض السعرات الحرارية الذي يُحاكي الصيام ولكن لمدة أربعة أيام فقط،توصل الباحثون إلى أن هذا النظام الغذائي يقوم بتقليص دهون البطن، وزيادة عدد الخلايا الجذعية بالعديد من الأعضاء من بينها الدماغ.
وتم إجراء التجارب من خلال ثلاث دورات لنظام غذائي متشابه، يحتوي على نسبة 34 إلى 54 بالمئة من المعدل الطبيعي للسعرات الحرارية، بالإضافة إلى تركيبة محددة من البروتينات، والكربوهيدرات، والدهون، والعناصر الغذائية الدقيقة، واستمر النظام الغذائي مرة واحدة شهريًّا مدةَ خمسة أيام.
وخلصت الدراسة إلى أن النظام يؤدي إلى تقليل عوامل الخطر والمؤشرات الحيوية المسببة للشيخوخة، ومرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، مع عدم وجود أي آثار جانبية ضارة لهذا النظام.
مشكلات سببها الصيام
من المشكلات التي قد يتسبب بها الصيام لمرضى السكر على الأخص من النوع الأول الذين يحصلون على الإنسولين: الجفاف، وانخفاض نسبة السكر في الدم خلال النهار، وارتفاع نسبة السكر في الدم بعد الإفطار نتيجة الإكثار من الطعام، على الأخص السكريات.
ويستفيد مريض السكر من النوع الثاني من الصيام، فهو يساعده على نقصان الوزن بشكل ملحوظ، ويتم توزيع جرعات العلاج وكذلك تقسيم الوجبات الغذائية المناسبة له في الفترة بين الإفطار والسحور.
ويمكن لمريض السكر من النوع الأول الذي يحصل على الإنسولين الصيام ما دام متحكمًا في نسبة السكر، أما إذا كان هناك أعراض جانبية وأمراض أخرى مصاحبة للسكر مثل أمراض القلب فحينها يفضل للمريض عدم الصيام.
أما المرأة الحامل أو المرضع، فأضافت فيختلف من حالة إلى أخرى وفقًا للحالة الصحية والجسدية الخاصة بكل امرأة. فإذا كانت المرأة الحامل أو المرضع لا تحصل على أي أدوية أو تعاني من أمراض، وتحافظ على السوائل ودرجة حرارة جسدها، وأيضًا لا تبذل أي مجهود شاق، فحينها يمكنها الصيام، ويتم توزيع الوجبات الغذائية في الفترة بين الإفطار والسحور، مع متابعة الطبيب المختص بشكل مستمر.
الكوليسترول الجيد
لا يؤثر الصيام بشكل كبير على عملية التمثيل الغذائي للدهون، والكربوهيدرات، والبروتين، أو على المستوى الطبيعي للهرمونات، لكنه يساعد في زيادة نسبة HDL الذي يُطلَق عليه الكوليسترول الجيد، وانخفاض نسبة LDL الذي يطلق عليه الكوليسترول السيئ، مما يفيد جهاز القلب والأوعية الدموية.
أما مرضى القلب فيختلف تأثير الصيام من حالة إلى أخرى وفقًا للعديد من الدراسات التي تم إجراؤها على مرضى القلب قبل شهر الصيام واثنائه وبعده.
وتؤكد العديد من الدراسات أن مرضى القلب الذين لديهم حالة مستقرة يمكنهم الصيام بشكل طبيعي؛ إذ ما من تأثير للصيام على صحتهم، أما المرضى الذين يعانون من حالة غير مستقرة أو لديهم مضاعفات مثل مرضى القلب الحاد، ومصابي الذبحات الصدرية، ومرضى فشل القلب الاحتقاني الذين يحتاجون إلى جرعات عالية من مدرات البول فالأفضل لهم عدم الصيام؛ تجنبًا لحدوث أي مضاعفات.
ينطبق الأمر ذاته على مرضى الضغط الذين لديهم حالة مستقرة، فيمكنهم الصيام بشكلٍ طبيعي، أما مَن لديهم مضاعفات أو حالة غير مستقرة فالأفضل لهم تجنُّب الصيام. وأضاف فؤاد:“لا يمكن تعميم الحكم، إذ يختلف الأمر من مريض إلى آخر وفق العديد من المتغيرات، لذا فالأفضل للمريض مراجعة طبيبه الخاص واستشارته كي يقوم بتعديل نظامه الغذائي بما يناسب الصيام في حالة كان المريض مؤهلًا صحيًّا لذلك.