الحب والحظ ينقذان زوجين من “السل“
الطبية – خاص|
لم يكن يعاني الخمسيني شايف هادي وازع من أي أعراض غير طبيعية، لقد قدم إلى وحدة مكافحة السل في مديرية ريدة ،محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، مرافقا لزوجته التي كانت تعاني على مدى أكثر من أسبوعين من أعراض السل مثل السعال المستمر ونقص في الوزن وحمى وتعرق أثبتت الفحوصات إصابتها بعدوى السل.
لقد استغرب وازع من إصرار القائمين على وحدة مكافحة السل على إجراء الفحوصات له ، فقد كان واثقا من سلامته رغم شحوب ملامحه التي تعاني من هزال وفقا لمنسق برنامج مكافحة السل في محافظة عمران الدكتور عادل البدوي الذي أورد القصة ، غير أن إجراءات برنامج مكافحة السل تلزم الطاقم بعمل الفحوصات اللازمة للمخالطين لأي حالة مصابة، بالإضافة إلى ملاحظات الأطباء.
قد يهمك .. كل ما يجب معرفته عن التهديد الخفي TB
أخيرا وافق وازع على إجراء الفحوصات المخبرية ، كفحص البصاق، وظهرت النتائج إيجابية، إنه مصاب بالسل الرئوي، يقول الدكتور البدوي –في حديثه لـ (المجلة الطبية)-“من الطبيعي أن تكون العدوى قد انتقلت لـ وازع بعد مخالطته لزوجته“ .
لقد كان محظوظا عندما تم اكتشاف إصابته في وقت مبكر عكس زوجته التي كانت صحتها متدهورة بشكل كبير، وبحسب الأخصائي، تم التدخل العلاجي لـ وازع في وقت مناسب ما ساعد على تفادي تدهور صحته والدخول في المضاعفات.
وازع الذي يعاني من وضع اقتصادي متدهور كمعظم الأهالي نتيجة الظروف التي أفرزتها الحرب على مدى سبعة أعوام ويسكن في قرية تبعد 75 كم عن مقر الوحدة أصيب بحزن شديد بعد إخباره بنتيجة الفحوصات، لكن لم يكن المقلق بالنسبة له اكتشاف إصابته وإنما خوفه من الوصمة المجتمعية.
لقد طلب من القائمين على وحدة مكافحة السل في مدينة عمران عدم تحويله إلى وحدة المكافحة في مديرية ذيبين –مقر سكنه– حتى لا يعرف أحد من أبناء منطقته بخبر الإصابة ومن ثم يتعرض لتعامل غير سليم من قبل المجتمع كتجنب التعامل معه خشية انتقال العدوى.
وأفاد البدوي بأن وازع حصل على الخطة العلاجية المعتمدة من وزارة الصحة والبرنامج الوطني لمكافحة السل “الفئة الأولى“ والتي هي عبارة عن مركب رباعي لمدة شهرين بالإضافة إلى مركب ثنائي لمدة أربعة اشهر، مؤكدا أن المريض التزم بالخطة العلاجية وخضع للعلاج تحت إشراف يومي مباشر من قبل ابنهم الأكبر الذي كان يحضر إلى مستشفى ريدة كل أسبوعين لاستلام الأدوية التي تقدم مجانا.
وبحسب البدوي تماثل وازع للشفاء الأولي والتحسن بعد شهرين من بداية العلاج واختفت لديه جميع الأعراض، واستمرت المعالجة حتى الشهر السادس كما تحددها الاستراتيجية العلاجية المتبعة من البرنامج الوطني لمكافحة السل، وفي نهاية الشهر السادس أعلن شفاء المريض تماما.
لقد شفي وازع وزوجته بشكل كامل بعد أن التزموا بالخطة وتحت الإشراف المباشر على المعالجة من قبل الأطباء وتلقوا خلال فترة المعالجة جملة من النصائح والإرشادات التي يحرص القائمون على وحدات مكافحة السل تزويد المرضى بها ساهمت بشكل كبير في تخلصهم من العدوى.
ما حصل عليه المواطن وازع من خدمات في وحدة مكافحة السل بمديرية ريدة يحصل عليها المئات من المرضى في مختلف مديريات الجمهورية، فبحسب مدير البرنامج الوطني لمكافحة السل الدكتور عصام محمد مهيوب، تقدم خدمات رعاية مرضى السل عبر أكثر من 280 وحدة مكافحة سل تتبعه منتشرة في معظم المديريات، بالإضافة إلى 3 مراكز في ثلاث محافظات رئيسية وتعمل تحت إشراف منسق السل بالمديرية ومشرف مختبر.
وأكد –في تصريح لـ (المجلة الطبية)- أن جميع العاملين في هذه المراكز والوحدات مدربون ومؤهلون لتقديم خدمات رعاية مرضى السل، مشيرا إلى أن هذه المراكز تعمل في إطار شبكة الرعاية الصحية الأولية ويتواجد فيها علاج السل مجانا.
وأكد مهيوب أن هذه الخدمات تقدم مجانًا للمرضى المصابين بمرض السل أو المرضى المحالين من المستشفيات ومن مرافق الصحة العامة أو القطاع الخاص، بالإضافة إلى الفحوصات بأنواعها الثلاثة، وهي الفحص المجهري المباشر للبصاق الذي يتوفر في 270 مختبرا لفحص السل ومنتشرة في جميع المحافظات وفي معظم المديريات وبنسبة 87% من مديريات اليمن وقد تم خلال الثلاث السنوات الماضية فحص 89750 من الحالات المفترض أو المشتبه إصابتها بالسل.
إقرأ أيضاً .. قبل أن يصل بك السل إلى اللحظة الحرجة
كما تم إدخال تقنية جديدة لتشخيص السل وهي الفحص الجزيئي للسل بواسطة جهاز الجين اكسبرت حيث تم توفير عدد 10 أجهزة للمحافظات الرئيسية (أمانة العاصمة – عدن – المكلا– حجة – إب – ذمار – الحديدة) وتعتبر هذه التقنية أحدث وأدق وسائل تشخيص السل عالميا وتستخدم أيضا لكشف المقاومة العلاجية للريفامبيسين ، حد قوله.
وأوضح الدكتور مهيوب أن البرنامج قام في السنوات الماضية بتأسيس 4 مختبرات مزارع لعينات السل، مشيرا إلى أنه تم تدمير مركز الدرن في تعز خلال الحرب لذا فإن المختبر الوحيد الذي يعمل حاليا هو المختبر المرجعي بصنعاء. وخلال الأعوام الـ3 الماضية.
أُنجزت هذه المادة ضمن الحملة التي أطلقتها المجلة الطبية، تزامنا مع اليوم العالمي لمكافحة السل 2022، بالشراكة مع البرنامج الوطني لمكافحة السل والمركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بصنعاء ومنظمة الهجرة الدولية ومنصة (عوافي).
الآن.. بإمكانك الإشتراك في قناة الطبية على اليوتيوب
المصدر : https://alttebiah.net/?p=19378