الصحة العالمية: سوء التغذية سيترك ضحايا أكثر مما تركت جائحة كورونا
mohammed alghobasi
-
الصحة العالمية: سوء التغذية سيترك ضحايا أكثر مما تركت جائحة كورونا
الطبية| قالت منظمة الصحة العالمية أن ضحايا الأزمة الغذائية سيكونون أكثر بكثير من ضحايا جائحة كورونا والتي تقدرها المنظمة بـ 15 مليون وفاة، بعد أيام من تأكيد برنامج الغذاء ومنظمة “الفاو” أن هناك 20 دولة بينها 5 دول عربية، هي سوريا والسودان واليمن والصومال ولبنان أصبحت “بؤراً ساخنة للجوع”.
وتؤكد بيانات الصحة العالمية أن ثلث الوفيات لدى الأطفال من سوء التغذية، مع أنه نادرا ما يتم إدراجه كسبب رئيسي ، لكن لجنة الأمم المتحدة الدائمة المعنية بالتغذية تؤكد إن سوء التغذية هو السبب الأول للأمراض على الصعيد العالمي.
وسوء التغذية مصطلح علمي طبي يعني أن الجسم لا يحصل على كل المواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها، أو على جزء منها ، بحسب أخصائية التغذية رولا الكردي، وهناك حالات شديدة جدا تترك أعراضاً وأضرارا غير قابلة أصلا للعلاج حتى ولو بقي الإنسان على قيد الحياة.
ونقل موقع “الدستور” عن أخصائيين تأكيدات أن سوء التغذية يتطور إلى أن يساهم بأضرار كبيرة جدا ، وهو مرض يحتاج إلى التدخل الفوري لكل الفئات العمرية إلا أن الخطر الأكبر هو على الأكبر سنا والأطفال، والحقبة القادمة مظلمة حيث أن بوادر الأزمة الغذائية واضحة ولكن الوقت الأخطر هو القادم حسب مسؤول التغذية في جامعة جون هوبكتز أشرف الدليمي، والذي أكد أن الخطر القادم هو في الـ 6 أشهر القادمة حتى لو انتهت الحرب بين روسيا وأوكرانيا لأن انتهاء الحرب يعني أن العالم يحتاج إلى عام كامل من أجل التعافي إضافة إلى المخاطر الأخرى الموجودة مثل التغير المناخي وارتفاع درجة الحرارة في الصيف بشكل واضح وقبله كان الشتاء قارسا في بعض البلدان.
وبين الدليمي أن كل المؤشرات تؤكد أن الأزمة الحالية وقادم الأيام بالنسبة للغذاء سيكون أسوأ من الأزمتين الغذائيتين في 2008 و2011 ، ومن أجل ذلك وبحسب الدليمي قالت المنظمة أن الجائحة القادمة هي أقسى من كورونا وقد تتسبب في وفاة ملايين الأشخاص حول العالم.
ويؤدي سوء التغذية للوفاة لأنه يترك آثارا صحية مفجعة على جسم الإنسان، بحسب اختصاصي الصحة العامة الدكتور سعد خطاب الذي أكد لـ “الدستور” أن التشخيص قد لا يكون سهلا ولكن عندما تكون هناك أزمة غذائية معروفة يصبح سوء التغذية في أول سلم الاشتباه.
وتشير بيانات الصحة العالمية إلى أن 52 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من الهزال، و17 مليونا من الهزال الوخيم، و155 مليونا من التقزم، في حين يعاني 41 مليون طفل من فرط الوزن أو السمنة وكل ذلك بسبب سوء التغذية ، وأن ما نسبته 45% تقريباً من وفيات الأطفال دون سن الخامسة هي بسبب نقص التغذية، ومعظم هذه الوفيات تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل ، وفي الوقت ذاته، تتزايد نسبة فرط الوزن والسمنة بين الأطفال في هذه البلدان نفسها.
وبحسب التقرير الصادر عن الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا فإن الأزمة الروسية الأوكرانية تتسبب بارتفاع أسعار الغذاء والطاقة حول العالم، الأمر الذي قد يؤدي إلى وفاة الملايين في أنحاء العالم جراء الجوع وسوء التغذية.
وقال التقرير أن ذلك قد يتسبب في معاناة الملايين من سوء التغذية الحاد؛ والإصابة بالأمراض ، مطالبا بضرورة بذل جهود كبيرة لمواجهة الجائحة القادمة وعلى العالم أن لا يقع في نفس الخطأ «الكلاسيكي» المتمثل في الاهتمام فقط بالأزمات التي تشبه التهديد الأخير الذي واجهه العالم.
كما أكد تقرير صادر عن برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة «الفاو» أن 750 ألف انسان يواجهون المجاعة حاليا في اليمن والصومال وأفغانستان وإثيوبيا وجنوب السودان، ونيجيريا ، مشيرا الى أن كلا من سوريا والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وهاييتي ومنطقة الساحل، لاتزال بلداناً تثير قلقاً بالغا.