المجلة الطبية

مرض مزمن يصيب الممرات الهوائية للرئتين

-

مرض مزمن يصيب الممرات الهوائية للرئتين

الطبية|

سعال، وأزيز وضيق تنفس وضيق في الصدر.. ما سبق هي أعراض مرض الربو الذي يستهدف الأطفال والبالغين على حد سواء، ويحدث كلما ضاقت المسالك الهوائية في الرئتين جراء الالتهاب وانقبضت العضلات المحيطة بالشعب الهوائية الصغيرة، وتظهر أعراضه من حين إلى آخر وتتفاقم في الليل أو أثناء ممارسة الرياضة.

تحدث اصابة عدد كبير من الأطفال بالربو  في السنوات الأولى من العمر لدرجة أن البعض يقول بأن الإصابة بالربو سبقت تعلمهم للكلام. وغالبا ما يتم ذلك في العامين أو ثلاثة أعوام الأولى من العمر وقد تمتد إلى الأربعة أعوام.

والربو، مرض مزمن يصيب الممرات الهوائية للرئتين، وينتج عن التهاب وضيق الممرات التنفسية مما يمنع تدفق الهواء إلى الشعب الهوائية وهو ما يؤدى إلى نوبات متكررة من ضيق بالتنفس مع أزيز بالصدر ما يثير مشاعر خوف قوية من الاختناق. وهو من أكثر الأمراض شيوعًا بين الأطفال.

قد يهمك .. عواقب وخيمة لإهمال التهاب الأذن الوسطى

وفي تقرير لمنظمة الصحة العالمية نشرته على موقعها الرسمي، أكدت وكالة الصحة والدواء الأولى في العالم أن هناك محرضات أخرى شائعة قد تزيد من تفاقم أعراض الربو. وتختلف المحرضات من شخص لآخر، غير أنها قد تشمل حالات العدوى الفيروسية (نزلات البرد)، والغبار، والدخان، والأبخرة، والتغيرات في الطقس، والعشب ولقاح الشجر، وفراء وريش الحيوان، وأصناف الصابون القوية، والعطور.

تقول الصحة العالمية إن الربو لا يخضع في كثير من الأحيان لتشخيص وعلاج كافيين، ولا سيما في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى، ويمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بالربو غير المعالج علاجا كافيا من اضطراب النوم والإرهاق خلال النهار وضعف التركيز.

       

 

عوامل الإصابة بالربو

نُسبت زيادة احتمال الإصابة بالربو إلى عوامل شتى عديدة، وإن كان يصعب في كثير من الأحيان الوقوف على سبب واحد مباشر، حددتها الصحة العالمية بـالأسباب التالية:

• يزداد احتمال الإصابة بالربو كلما كان أفراد آخرون من الأسرة مصابين به أيضا– ولا سيما إن كان هؤلاء من أدنى الأقارب، مثل أحد الوالدين أو الأشقاء.

• يزداد احتمال الإصابة بالربو عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض الحساسية الأخرى، مثل الأكزيما والتهاب الأنف (حُمَّى الكَلأ).

• يقترن التحضر بزيادة انتشار الربو، ولعل ذلك راجع إلى عوامل متعددة مرتبطة بأسلوب الحياة.

• تؤثر بعض الأحداث التي تصيب الفرد في سن مبكرة على نمو الرئتين وقد تزيد من احتمال الإصابة بالربو. ومن هذه الأحداث انخفاض الوزن عند الولادة، والخداج، والتعرض لدخان التبغ وغيره من مصادر تلوث الهواء، فضلا عن التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية.

• يُعتقد أيضا أن خطر الإصابة بالربو يزداد نتيجة التعرض لمجموعة من المواد المسببة للحساسية والمهيجات البيئية، ومنها تلوث الهواء داخل المباني وخارجها، وعث الغبار، والعفن، والتعرض أثناء العمل لمواد كيميائية أو أبخرة أو غبار.

• الأطفال والبالغون المصابون بزيادة الوزن أو السمنة أكثر عرضة للإصابة بالربو.

      

أشكال الربو

يميز الأطباء أساسًا بين شكلين من الربو: الربو التحسسي وغير التحسسي. وينتشر هذان النوعان من الربو بنسبة متساوية بين الأطفال “غالبًا ما يختفي المرض لديهم عندما يكبرون قليلاً  ويبلغون سن 6 إلى 10 أعوام بعد أن كانوا قد عانو من مشاكل كبيرة في سن ما قبل المدرسة”.

    

أولاً: الربو التحسسي

يتم الحديث عن الربو التحسسي، إذا كانت على سبيل المثال حبوب لقاح هي المحفز، ويحدث ذلك غالبًا بشكل موسمي بحيث يتفاعل جهاز المناعة مع مادة غير ضارة، مثل حبوب اللقاح، برد فعل دفاعي مفرط. وإلى جانت حبوب اللقاح هناك العديد من المواد المسببة للحساسية مثل شعر الحيوانات.

وبالنسبة لحوالي ثلاثين إلى خمسين بالمائة من البالغين المصابين بالربو، تكون الحساسية هي مسؤولة عن الإصابة بالربو.

ويمكن للربو التحسسي أن يتطور أيضًا إلى ما يُعرف باسم الربو “المختلط”. هذا يعني أن نوبات الربو يمكن أن تحدث ليس فقط بسبب المواد المسببة للحساسية، ولكن أيضًا من خلال محفزات أخرى كالالتهابات والأدوية والهواء البارد وكذلك العطور أو دخان السجائر.

    

ثانيا: الربو غير التحسسي

يتميز الربو غير التحسسي بالتهاب مزمن وحساسية مفرطة لمجرى الهواء، وينتج على سبيل المثال، بسبب العدوى. ويبدأ فقط في مرحلة البلوغ  وعادة بالتحديد في العقد الرابع من العمر. ويسبب في كثير من الحالات في مضاعفات شديدة.

ويرغب الباحثون في المركز الألماني لأبحاث الرئة  في معرفة ما إذا كانت هناك عوامل قابلة للقياس للإصابة بالربو والتي يمكن أن تساعد في التنبؤ بتطور المرض بشكل أفضل وأكثر دقة. وتقول فون موتيوس بهذا الخصوص “عندئد يمكننا التعامل بشكل أفضل وأكثر دقة مع المرض ولكن لا يزال الأمر يتطلب الكثير من البحث”.

      

الفئات العامة للربو

ينقسم مرض الربو إلى 4 فئات عامة:

1- خفيف متقطع

أعراضه خفيفة تصل إلى يومين في الأسبوع وليلتين في الشهر.

2- خفيف مستمر

الأعراض أكثر من مرتين في الأسبوع ولا يقل عن مرة واحدة في اليوم.​

3- معتدل مستمر

وتظهر أعراضه مرة في اليوم وأكثر من ليلة واحدة في الأسبوع.

4- شديد مستمر

وأعراضه على مدار اليوم وغالبًا في الليل.​

     

هل العلاج ممكنا؟

لا يمكن علاج الربو، بيد أن الإدارة الجيدة بتناول الأدوية المستنشقة يمكنها أن تخفف من مرض الربو وتمكن الأشخاص المصابين به من الاستمتاع بحياة طبيعية ونشطة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية التي أوضحت بأن هناك نوعان رئيسيان من أجهزة الاستنشاق:

• موسّعات القصبات الهوائية (مثل سالبوتامول) التي تفتح مسالك الهواء وتخفف من حدة الأعراض.

• الستيروئيدات (مثل بيكلوميتازون) التي تحد من التهاب في المسالك الهوائية. وهذا يخفف أعراض الربو ويحد من احتمال الإصابة بنوبات الربو الحادة والوفاة.

إقرأ أيضاً .. الفوليك.. منافع للحمل والشعر والبشرة

وقد يحتاج الأشخاص المصابون بالربو إلى استخدام جهاز الاستنشاق كل يوم. ويتوقف علاجهم على مدى تواتر الأعراض وأنواع أجهزة الاستنشاق المتاحة.

وقد يكون من الصعب تنسيق التنفس باستخدام جهاز الاستنشاق- ولا سيما على الأطفال وخلال حالات الطوارئ. ويمكن لجهاز مباعدة بين الجرعات أن يسهل استخدام جهاز استنشاق رذاذ الأيروسول وأن يساعد على إيصال الدواء إلى الرئتين بفعالية أكبر.

وجهاز المباعدة بين الجرعات هو وعاء بلاستيكي بفتحة فم أو قناع في أحد طرفيه، وثقب لجهاز الاستنشاق في الطرف الآخر. ويمكن لجهاز مباعدة مصنوع في البيت من قنينة بلاستيكية بسعة 500 ملم أن يتيح نفس الأداء الفعال الذي يتيحه جهاز استنشاق مصنوع تجاريا.

وتشدد الصحة العالمية على ضرورة تثقيف المصابين وأسرهم لفهم المزيد عن إصابتهم بالربو وعلاجه والمحرضات التي يجب تجنبها وكيفية إدارة أعراضهم في البيت، كما تشدد على أهمية إذكاء الوعي في أوساط المجتمع، والحد من الأفكار المغلوطة عن الربو ووصمه في بعض البيئات.

    

حقائق

– يصادف الثالث من مايو اليوم العالمي للربو، حيث تحتفي به منظمة الصحة العالمية بهدف إذكاء الوعي في أوساط المجتمع والحد من الأفكار المغلوطة عن الربو ووصمه في بعض البيئات.

– أصاب مرض الربو حوالي 262 مليون شخص في عام 2019، وتسبب في وفاة 461 ألف شخص.

– يصيب 6 في المائة من الأطفال و2 في المائة من البالغين.

– يؤدي تلوث الهواء المتزايد إلى تفاقم الربو ومشاكل الجهاز التنفسي المختلفة.

– يعاني حوالي 70 في المائة من مرضى الربو من الحساسية وستكون لديهم أعراض أنفية متزامنة مثل الاحتقان.

     

أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب

Exit mobile version