شعور زائف بالنشوة، يمتد لساعات طويلة، ويستمر مع كل جرعة جديدة يمنحها مخدر الشبو الخطير لمتعاطيه.. يا لها من محاولات بائسة وغير واعيةلشباب صغار ومراهقين من أجل تحسين حالتهم المزاجية، وبعضهم لزيادة رغبته الجنسية، ليكتشفوا لاحقاً أنهم وقعوا سريعاً في براثن هذا المخدر الذي يحول حياتهم إلى جحيم وقد يدمر صحتهم تماماً، إن لم يتم تدارك الأمر قبل فوات الأوان.
خلال الثلاثة الأشهر الفائتة، تسلل مخدر الشبو إلى بعض المدن اليمنية، وقد أكدت تقارير صحافية عديدة تنامي انتشاره بشكل مقلق، مؤكدة وجود معامل كيماوية لتصنيعه وتجهيزه محلياً عبر مراحل مختبرية معينةتبدأ بالامفيتامين (محفز قوي للجهاز العصبي المركزي، يستخدم لعلاج بعض الحالات الطبية، ويسبب الإدمان) ثم يتم بيعه بأسعار مرتفعة تقدر بـ20 ألف ريال للغرام الواحد.
وكان استشاري أول طب الحالات الحرجة والعناية المركزة، الدكتور وهاج المقطري، قد دعا في منشور على صفحته بالفيسبوك مطلع يونيو، أولياء الأمور إلى مراقبة أولادهم، وتحذيرهم من تعاطي مخدر “الشبو“، مشيراً إلى تلقيه معلومات مؤكدة عن انتشار استخدام هذا المخدر بين الشباب في العديد من المحافظات.
وأوضح الدكتور المقطري بأن “مخدر الشبو والمعروف علميا بمادة امفيتامين، واحد من أخطر أنواع المخدرات لأن تأثيره لا يتوقف عند حد الإدمان الشديد فقط بل قد يصل إلى الوفاة“.
ووفقاً لاستشاري أول طب الحالات الحرجة والعناية المركزة، مخدر الشبو “عبارة عن حبيبات كريستالية بيضاء، ينتمي لمجموعة الامفيتامينات وهو أخطر أنواع المخدرات على الإطلاق وأشدها ضررا وإدمانا وأكثرها تسببا في ارتكاب الجرائم البشعة والمثيرة للغرابة“.
قبل نحو 16 عاماً انتشر مخدر الشبو في الولايات المتحدة، ثم في العديد من الدول العربية، ومؤخراً اليمن، وقد تم إدراجه على أنه أحد أكبر الأسباب الدافعة للجريمة والعنف والاغتصابات والقتل والانتحار.
بحسب الدكتور المقطري إن هذا المخدر “يصنّع من مواد اولية تستخدم عادة في تصنيع أدوية البرد كالافدرين والسيدوايفدرين، ومؤخرا أطلق عليه اسم مخدرات الشوارع، بسبب رخص سعره وسهولة تصنيعه، حيث يُصنّع في معامل صغيرة والمواد الأولية التي تتداخل في تصنيعه متوفرة وليست غالية“.
ويوصي الدكتور المقطري، بأن يجري علاج الإدمان من مخدر الشبو“ داخل مركز علاج متخصص وليس في المنزل، بسبب حالة الهياج العصبي الشديدة التي تصيب المرضى بسبب الأعراض الانسحابية ، والتي قد تتسبب بانتحار المتعاطي“.
منوهاً بأن “مدة العلاج تستغرق من 6 الى 12 شهرا وتمر بثلاث مراحل أساسية وهي مرحلة سحب السموم من الجسم، وهي الأصعب، ثم مرحلة العلاج النفسي ثم العلاج السلوكي“.
وينبه استشاري أول طب الحالات الحرجة، من أن “مخدر الشبو قد لا يصل اليك بشكله المعروف لكن قد يتم خلطه بالمعسل او التمباك بعد سحقه على شكل بودرة فلا تستطيع التعرف عليه لكنك ستجد نفسك مدمناً بقوة على ذلك النوع من المعسل والتمباك تحديدا وستشعر بحالة نشوة زائدة وغريبة وطاقة عالية عند تعاطيك اياه“.
ويضيف “فمن يتناول المعسل والتمباك عليه الحذر من هذا المخدر الخطير الذي يدمر خلايا الدماغ والذي يستهدف الشباب في حملة ممنهجة قذرة وخبيثة“.
احذروا الشيشة والمعسل
تكمن خطورة مخدر الشبو في إمكانية دمجه مع الشيشة والمعسل، فيتسبب بإدمانه من أول تعاطي، حيث يولد لدى متعاطيه إحساس معاكس لقدراته، إذ ينتابه شعور بالطاقة والنشاط والقدرة على أداء كافة الأعمال والمهام، وذلك لأن المخدر يزيد من إفراز هرمون الأدرينالين المسؤول عن النشاط والسعادة، لكن سرعان ما ينتهي ذلك الشعور حيث يعاني المتعاطي سلوكاً عدوانياً مفرطاً تجاه جميع من حوله، وحتى نفسه، نتيجة هلاوس عقلية وسمعية وبصرية، بالإضافة لعيشه في دوامة وهم الاضطهاد وارتفاع معدلات دقات القلب مع التدمير المتواصل للخلايا العصبية.
مدمر للحياة الزوجية
يعتقد البعض أن هناك علاقة قوية بين الشبو والجنس، وأن تناول مخدر الشبو يساعد على تعزيز القدرة الجنسية وتأخير سرعة القذف، ويرجع ذلك الربط بين الشبو والجنس إلى أن الشبو يحتوي على مادة الامفيتامينات المنشطة التي تمنح الفرد شعوراً بالقوة والنشاط والنشوة فور تناولها وهو ما يساعد على ممارسة علاقة حميمة قوية.
ولكن على المدى البعيد تتحول العلاقة بين الشبو والجنس إلى علاقة عكسية لأن إدمان الشبو يصيب الشخص بالضعف الجنسي بعد مرور فترة قصيرة جداً على التعاطي وهو ما قد يدمر الحياة الزوجية.
الشبو والحمل لا يجتمعان
وفق تقارير طبية، هناك العديد من النساء اللاتي يتناولن مخدر الشبو أثناء الحمل دون وعي بالنتائج التي قد يسببها المخدر للجنين، ويجب معرفة أن الشبو والحمل لا يجتمعان إطلاقًا وكذلك أي نوع من أنواع المخدرات لتجنب المخاطر التي تصيب الأم والطفل.
وفي حالة إن كانت المرأة لا ترى تعارضاً بين الشبو والحمل وتقوم بتعاطيه فإن ذلك قد يسبب تشوه الجنين أو في بعض الحالات وفاته نتيجة الإجهاض وذلك لانتقال المخدر من الأم إلى الطفل عبر المشيمة.