المجلة الطبية

أسباب ضعف ثقة المريض بالأخصائي اليمني!

-
د. ياسر عفيف النجار

أسباب ضعف ثقة المريض بالأخصائي اليمني

يعاني المواطن اليمني من واقع مضطرب على أغلب الأصعدة الصحية والاجتماعية وغيرها.. وهذا بدوره عزز فهما خاطئا في تفسير علاقة الطبيب بالمريض حيث نسمع في كثير من الأحيان مريض يتنقل من طبيب إلى آخر بسبب قلة فعالية العلاج.. أو عدم الوصول إلى تشخيص دقيق ونهائي لحالته الصحية من قبل الأخصائي.

في هذا المقال نسعى إلى توضيح أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور مثل هذه الظاهرة وأهمها:

1- السرعة في التشخيص: أحياناً يتم تشخيص حالة المريض بشكل سريع وفي وقت لا يتجاوز خمس دقائق، وهذا علمياً غير صحيح حيث يفضل إعطاء المريض الوقت الكافي، ووضع الاحتمالات الممكنة للتشخيص وعمل خطة معالجة أولية مع تحديد موعد للمراجعة للطبيب من أجل الوصول إلى التشخيص النهائي.

قد يهمك..شحنة محاليل ومواد غسيل كلوي لتغطية ستة أشهر في اليمن

2- درجة تعقيد الحالة: معروف أن هناك درجات لمستوى تعقيد حالة المريض لعدة أسباب منها أن أغلب المرضى لا يوجد لديهم سجل مرضي يمكن الطبيب من تتبع حالته، بالإضافة إلى وجود نقص في الأدوات والوسائل التشخيصية، إلا أن ذلك يمنع تحويل المريض إلى أخصائي أفضل حسب علم الطبيب بعد دراسة الحالة.

3- المريض المستعجل: بعض المرضى يبحثون بطريقة غير صحيحة للحصول على حلول علاجية سريعة ما يدفعهم لزيارة أكثر من طبيب وأخصائي، وهذه الحالة من الاستعجال تصيب المريض بحالة من التخبط تفقده الثقة بالطبيب أولاً وبالعاملين في القطاع الصحي عموماً.

4- استشارات غير متخصصة: هناك الكثير من الأهل والأصدقاء وغيرهم كل منهم يشرح تجربته للمريض وينصحه بعلاج أو طبيب آخر وهذا يزيد من التشويش على المريض وتحويل مساره ليبدأ بالمعالجة العشوائية التي تزيد حالته سوءًا.

5- المنظومة الطبية: تعاني المنظومة الطبية في اليمن من حالة تنافس شديد تنعكس على المريض، حيث يدعي الجميع الأفضلية بدون وجود معايير واضحة للمريض توضح كيفية التعامل مع كل مرض بناء على التخصص الدقيق والمهنية الطبية.

اقرأ أيضاً..صنعاء توجه بسحب هذه الأدوية من السوق بشكل عاجل

6- العلاج في الخارج: يدعي الكثير من اليمنيين أن العلاج في الخارج دائما الأفضل وهذا غير صحيح تماماً، ففي اليمن يتواجد الكثير من الكوادر المؤهلة تأهيلاً عالياً، لكن ضعف ثقة المواطن بشكل عام في كل ما هو يمني يجعل السياحة العلاجية في الخارج رائجة والاختلاف غالباً في طريقة التعامل وبعض الأجهزة التشخيصية وطريقة برتوكولات العلاج فقط أما بخصوص الكادر الطبي اليمني فهو ممتاز والدليل أن الكثير من الأطباء اليمنيين متميزون في تخصصاتهم وعلى مستوى دولي.

7- النظرة للكادر اليمني: ثمة مفهوم لدى نسبة كبيرة من اليمنيين – أبو يمن – وهو أن اليمني ذكي أي يسعى للحصول على مصالحه دون مراعاة حقوق المريض في العلاج والتشخيص، وأن الطبيب يركز على التحصيل المالي قدر الإمكان وهذا المفهوم الخاطئ أثر بشكل سلبي على الإنتاج اليمني في قطاع الخدمات والسلع بشكل عام.

إضافة لما سبق، هناك أسباب أخرى تساهم في إضعاف ثقة المريض بالطبيب اليمني مثل وضع البلد العام وقلة السياحة العلاجية في اليمن من الخارج وضعف الاهتمام الرسمي لعقود بقطاع الخدمات الطبية كمصدر من مصادر التنمية المستدامة للبلد.

*أخصائي طب مجتمع

الآن.. بإمكانك الإشتراك في قناة الطبية على اليوتيوب

Exit mobile version