يربط الجميع بين النسيان المتكرر ومرض الزهايمر الذي يمحو ذكريات الإنسان تدريجياً ودون أن يشعر مرضى الزهايمر حال إصابتهم بحجم المأساة التي سببها لهم هذا المرض بقدر ما تشعر به أسرهم والمحيطين بهم.
ويصيب الزهايمر كبار السن وكذلك الشباب ويسمى “الزهايمر المبكر” لكن بالإمكان تأخير الإصابة به باتباع نمط حياة يساعد على الحفاظ على الذاكرة وحمايتها من الضعف والوهن المبكر، وذلك ليس باتباع حمية غذائية فقط، بل عادات يومية مهمة، ولا سيما إذا وجد العامل الوراثي للإصابة بألزهايمر، وفقاً لما أورده موقع “الجزيرة نت“.
من أبرز الأسلحة التي يجب أن تتسلح بها لحماية الذاكرة من الزهايمر، وهي كما يلي:
1- تمارين الدماغ الرياضية
كشفت دراسة منشورة على موقع منظمة الوقاية من الزهايمر أن ممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة أسبوعيا، تقلل نسبة خطر الإصابة بهذا المرض بنسبة 50%، وأوضحت أن النساء بين 40 و60 عاما اللاتي مارسن الرياضة بانتظام خلال آخر عشر سنوات، قد تطورت ذاكرتهن بشكل مبهر.
واستنتجت الدراسة أن نمط الحياة النشيط له دور فاعل في الحد من الإصابة بأمراض الخرف المتعلقة بالذاكرة بما فيها الزهايمر. وتشمل هذه الأنشطة أي نشاط بدني يرفع نبضات القلب ويضخ المزيد من الدماء المعبئة بالأكسجين في الدورة الدموية، بالإضافة إلى ركوب الدراجات والعدو.
ولا يغفل أي نظام صحي أن ممارسة الرياضة مهمة في الوقاية من العديد من الأمراض، خصوصا الزهايمر.
2- حدة العقل
تعتبر كلمة “حدة العقل” فضفاضة، ولكن المقصود بها هنا: زيادة اليقظة والتركيز، ويمكن تنمية ذلك عن طريق ممارسة بعض الألعاب العقلية أو ما يعرف باسم ألعاب الذكاء، كالشطرنج والأحجيات والألغاز اللغوية والكلمات المتقاطعة وألعاب الذاكرة.
فقد كشفت دراسة منشورة عبر موقع “ويب ميد” الطبي، أن تلك الألعاب لا تقي من الزهايمر فقط بل إنها تساهم في تأخير تدهور الذاكرة، حتى إذا أصيب الشخص بالفعل بداء الزهايمر.
وتساعد تلك الألعاب بشكل مباشر في تشغيل خلايا المخ وتعزز من قدرتها على التواصل معا، والأهم من ذلك كله أنها تحمي خلايا المخ من التآكل والدمار وهو العامل الرئيس المسبب للإصابة بالزهايمر وأمراض الخرف المتعلقة بالذاكرة.
3- اللياقة الروحية
يشار إلى أهمية اللياقة البدنية في الوقاية من العديد من الأمراض، لكن الروح تحتاج من يغذيها أيضا وهي الداعم الرئيسي لطاقة الإنسان وخط دفاعه الأول ضد وحش ألزهايمر والخرف الشرس، لكن كيف يمكن دعم الروح وتقويتها؟
الإجابة تكمن في عدة محاور رئيسية أهمها التواصل الاجتماعي، وهو ليس مفهوما شاملا بقدر ما أنه يجب أن يكون تواصلا روحيا مريحا مع أشخاص تشبهنا وتألفها أرواحنا.
ويؤكد الباحثون أن اللياقة الروحية لها دور فاعل جدا في الحد من تراكم طبقات الأميلويد المسؤولة بشكل مباشر عن الإصابة بالزهايمر. وتساعد الرياضة الروحية في إبطاء تفشي الزهايمر في المخ حتى بعد الإصابة به.
ويتطلب الزهايمر حمية غذائية صحية والبعد عن الأطعمة المسببة للإصابة بالكوليسترول وأمراض القلب والسكري، كما يعد أوميغا 3 من أهم المكملات الغذائية المفيدة للوقاية من الزهايمر.
وذكرت المؤسسات الطبية المعنية بأبحاث الزهايمر، إن الانتظام بالرياضة واللياقة الروحية والألعاب العقلية قد يقلل من خطر الإصابة بالزهايمر بنسب تتجاوز 50%، وساعة واحدة يوميا من ألعاب الذكاء والرياضة تجعلك تحارب وحش الزهايمر الكاسر، الذي أصبح لا يفرق بين كبار السن والشباب.