القابلة فاطمة الشيباني .. ولّدت أكثر من 30 ألف امرأة على مدى 45 عاماً
-
انتصرت على السرطان ثلاث مرات
-
قالت ” القبالة عمل عظيم وأشعر بالراحة النفسية بعد توليد الأمهات وخروج الطفل طبيعي ومتعاف، وتغمرني سعادة كبيرة عندما أسمع دعاء الأمهات لي”.
الطبية —عُلا السفرجل|
امرأة تمتلك رحمين في جوفها، كانت هذه هي أغرب حالة واجهتها القابلة فاطمة أحمد الشيباني التي تعمل في هذا المجال منذ 45 عاما بعد أن تخرجت من المعهد الصحي عام 1979.
تقول الشيباني “قمت بتوليد امرأة في منزلها بمنطقة الحصبة شمال صنعاء، وبعد الولادة تعرضت الأم لنزيف واضطررنا لنقلها إلى المستشفى” حاولت إيقاف النزيف وقدمت لها الخدمات المطلوبة لكن النزيف لم يتوقف.
خضعت المرأة لعملية استئصال الرحم قام بها طبيب مختص، وجّه الطبيب الشكر للقابلة الشيباني على سرعة إسعاف الأم، وأخبرها بأنه استأصل الرحم الذي كان ينزف وأخبرها أنه اكتشف أن هذه الأم تمتلك رحمين، وقد استأصل واحد وما تزال الأم تمتلك الرحم السليم.
إقرأ أيضاً .. فرصة للنساء اليمنيات المصابات بمتلازمة “تكيُّس المبايض”
وخلال مسيرة القابلة فاطمة الشيباني تجاوزت عدد حالات الولادات على يديها الـ 30 ألف حالة ولادة، موزعه بين المستشفى الجمهوري والمنزل.
المعهد بعد الابتدائي
التحقت فاطمة الشيباني بالمعهد الصحي لدراسة القبالة بعد حصولها على الشهادة الابتدائية، وقد حظيت بدعم والدتها للاستمرار في التعليم والالتحاق بالمعهد.
لم تكن هناك كوادر صحية كافية في ذلك الوقت لذلك كان يتم استقطاب الطالبات لتأهيلهن وتوظيفهن في المستشفيات الحكومية، وفقا للشيباني.
ورغم أنه تم توزيعها للعمل في بنك الدم وعملت هناك لمدة عام إلا أنها سرعان ما عادت للعمل قابلة في المستشفى الجمهوري، تقول “أحب القبالة والتوليد وأستطيع عمل العمليات التجميلية”.
لقد اختصرت سر اتقانها لعملها بقولها “من يعمل في ما يحب يتقنه”.
حالات حمل وولادة نادرة
من الحالات النادرة التي مرت على الشيباني، امرأة حامل وهي كبيرة في السن، لكن الغرابة ليست هنا فقط.
تقول الشيباني “على مدى أسبوعين ظلت المرأة تأتي وتذهب من المستشفى والرحم مغلق، ولما زادت معاناتها وآلامها أخبرت رئيس القسم الدكتور حسين الإرياني وتم توليدها بعملية ونكتشف حينها أنها حامل خارج الرحم وهي حالة نادرة، يعيش الجنين إلى تسعة أشهر ويولد الطفل طبيعي والأم في أتم صحتها”.
حينها لم تكن المستشفيات تمتلك الإمكانيات والأجهزة الطبية وكشافة التلفزيون كما هو اليوم، فقد كانت الفحوصات والتوليد يدويا.
ومن حالات الولادة النادرة أيضا، ولادة 3 توأم في مستشفى الجمهوري لحامل أتت من إحدى القرى ،وفقا للشيباني، التي أضافت “لقد عرفت في البداية من خلال حجم بطنها بأنها تحمل توأم اثنين فولدت الأول والثاني وعندما فحصتها وجدت التوأم الثالث بدون أي مساعدة من دكتورة كون القسم مزدحما والدكاترة قليلين وقتها، لقد كنا مسؤولين عن كل شيء”.
غرفة مجهزة
قامت القابلة فاطمة الشيباني بتجهيز إحدى غرف منزلها بشكل كامل لاستقبال حالات الولادة، مؤكدة حرصها على الالتزام بمعايير التعقيم والتنظيف المطلوبة ووفرت جميع المستلزمات والادوية الخاصة بالتوليد والادوية الخاصة بالمضاعفات.
احترافها في مهنتها جعلت الكثير من النساء يفضلن ولادة أطفالهن على يديها، تقول”تأتيني حالات الولادة من القرى أيضا كقرية القابل وسنع وبني حشيش وريعان وأيضا من الصباحة وشملان والأصبحي غير اللاتي من داخل العاصمة”.
وتتلقي طلبات للتوليد في منازل الأمهات وأيضا استدعاء لولادات عبر المستشفيات، وتضيف “بعض الحالات لا تصل إلا وقد ولدت فوق السيارة بسبب المسافة البعيدة وأقوم بالإجراءات الأولية ونقلها للمنزل لعمل اللازم” .
الانتصار على السرطان
لم تكن حياة القابلة فاطمة الشيباني الصحية مثالية طوال الوقت، لقد مرت بأزمات صحية تخشاها جميع النساء.
كانت البداية عندما لاحظت ورما صغيرا في الثدي، أثار مخاوفها وخضعت لفحوصات، لكن الأطباء أخبروها أن وضعها طبيعي، وبعد عامين كررت الفحص وأظهرت النتيجة بأنها غدد سرطانية وقام الأطباء بإزالة الغدد الورمية.
تقول فاطمة “تفاجأت في البداية وبكيت ولكنني حمدت الله وشكرته وتم استئصال الثدي وبعدها زادت الغدد في الانتشار وسافرت في حالة إسعافية إلى الأردن في مارس 2007 ، وعملت الإشعاع والفحوصات بقيت 7 أشهر آخذ جرع الكيماوي وأكملت النصف الباقي في اليمن”.