مدير المركز الوطني لمختبرات الصحة لـ “الطبية”:
الحرازي: قطرة دم تساوي حياة إنسان فلا تبخلوا على من يحتاجها
أكد مدير المركز الوطني لمختبرات الصحة الدكتور عبدالإله الحرازي ارتفاع احتياجات المستشفيات الحكومية والخاصة للدم، وأن المختبر يطلق نداءات عند الحاجة لكميات من الدم لإنقاذ المرضى.
وأفاد بأن الكثير من المرضى يحتاجون للدم لإنقاذ حياتهم وتخفيف آلامهم، خاصة في ظل الظروف غير الطبيعية التي يعيشها اليمن منذ أكثر من خمس سنوات، وبحسب الدكتور عبدالله فإن الأشخاص السليمون دائما ما يكونوا بحاجة إلى تجديد الخلايا وتنشيط النخاع وهذا يتم من خلال التبرع بالدم.
وفي حديث الحرازي لـ المجلة الطبية أشار إلى ضرورة توفر شروط يجب أن يخضع لها المتبرعين كالتمتع بصحة جيدة وتجاوز المتبرع سن 18 عاما، وألا يقل وزنه عن 50 كجم، بالإضافة إلى ضرورة أن تكون نسبة الدم عند الرجال المتبرعين من 14- 18 بينما عند النساء من 11- 16. إليكم تفاصيل الحوار:
المجلة الطبية_ أشجان عبد الجبار
*ما أهمية التبرع بالدم للمريض والمتبرع؟
ـ إن أهم عمل يمكن أن يقوم به الإنسان هو إنقاذ حياة شخص يواجه خطر الموت وهذا ما يفعله المتبرعون، وهو عمل إنساني يعيد للمرضى الأمل بالحياة ويساعدهم على تجاوز آلامهم، ونحن دائما نجل ونقدر الأشخاص الذين يمدون أيديهم لإنقاذ حياة الآخرين.
وبالمقابل فإن التبرع بالدم ينعكس بشكل إيجابي على صحة المتبرع نفسه، حيث يساهم في تجديد الخلايا وتنشيط نخاع العظم ويساعد على إنتاج خلايا جديدة ونشطة وتحسين الصحة لدى المتبرع.
* ماهي الشروط الصحية لمن يرغب بالتبرع بالدم؟
ـ هناك معايير صحية متعارف عليها عالميا يجب أن تتوفر في الاشخاص الذين يسمح لهم بالتبرع، منها أن يكون عمره قد تجاوز الـ 18سنة ويزيد وزنه على 50 كجم، كما يجب أن تكون نسبة الدم بالنسبة للرجال بين الـ 14 والـ 18 بينما عند النساء من 11 الى 16.
إضافة إلى شروط اخرى ضرورية منها توفر الصحة الجيدة وألا يكون المتبرع قد أصيب بأمراض معدية مثل نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، التهاب الكبد الفيروسي، وألا يعاني من أي من الأمراض المزمنة كالسكري والضغط وغيرها، وأيضا من أهم الشروط عدم تناول مميعات الدم خاصة الاسبرين أو أن يكون قد تناول أدويه مسكنات قبل 12 ساعة من التبرع، أو احتساء المشروبات الكحولية، ويراعى ألا تكون قد مرت فترة أكثر من ثلاثة أشهر على آخر مرة تبرع فيها الشخص بالدم، بالنسبة للنساء يمنع على الحوامل التبرع إطلاقا.
*ما هي أكثر فئات المجتمع اليمني اقبالا على التبرع بالدم؟
ـ بحسب احصائيات المختبر يعد الرجال أكثر من النساء، وهذا لا يعني أن هناك عزوفا من النساء، فعندما نعلن عن حملات للتبرع بالدم أثناء الكوارث الطبيعية أو الناتجة عن الحرب تتوافد الكثير من النساء، ويتم اختيار كل من تتمتع بصحة جيدة وتنطبق عليها جميع الشروط الصحية، لكن يظل عدد الرجال أكثر وهذا ليس له علاقة بالعادات والتقاليد.
*من أين يحصل بنك الدم على احتياجاته اليومية من الدم؟
المصدر الأول للحصول على الدم هم المتبرعين الطوعيين، كما نحصل أيضا على الدم من أقارب المرضى المحتاجين للدم حيث يتم إسعاف المريض المحتاج للدم في أي وقت وهو بدوره يقوم بإحضار أقاربه أو أصدقائه للتبرع بالدم بدلا عن الكمية التي حصل عليها المريض من المختبر ولا توجد مصادر أخرى للحصول على الدم.
ـ في الأيام العادية يصل متوسط المتبرعين في اليوم إلى 50 متبرعا ومتبرعة، لكن منذ الإعلان عن تفشي فيروس كورونا المستجد كوفيد19 انخفضت نسبة إقبال المتبرعين بشكل كبير.
وتعتمد نسبة احتياجاتنا من الدم على الكمية التي تطلبها منا المستشفيات الحكومية والخاصة، ويرتفع الاحتياج عند حدوث طوارئ كالكوارث الطبيعية أو التي من صنع البشر كالحرب والحوادث، ويصل المخزون لدينا في بعض الأحيان الى أكثر من ٥٠٠ جرعة من فصائل مختلفة.
* كيف تعملون على تحقيق المأمونية المطلوبة لسلامة الدم ومكوناته من الصفائح والبلازما؟
ـ إجراءات الحفاظ على مأمونية الدم تبدأ من اختيار المتبرع ومدى لياقته الصحية واجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من توفر جميع الشروط، ومن ثم طريقة الحفظ التخزين حتى يتم نقله إلى المريض بشكل صحي وآمن.
والمراجعة المستمرة للكمية المخزنة، فعمر الدم بعد التبرع لا يتجاوز الـ 35 يوما ويحفظ كدم كامل وبالنسبة للصفائح الدموية تحفظ فقط ٦ساعات بعد التبرع وفصلها من مكونات الدم، أما البلازما فمن الممكن ان يتم تخزينها في درجة حرارة أقل من 70 تحت الصفر لتظل صالحة لمدة عام كامل.
*ما هي الأمراض التي تحتاج الى وحدات دم أكثر؟
ـ أكثر الحالات المحتاجة للدم هي أمراض الثلاسيميا حيث يحتاج المريض إلى نقل الدم بشكل مستمر تتراوح بين الـ 20 يوما والشهر يليها الحوادث بكل انواعها حيث يتعرض المريض للنزيف وفقد كميات كبيرة من الدم تحتاج الى تعويض يليها عمليات القلب المفتوح وحالات النزيف بشكل عام أيا كان السبب كذلك مرضى الفشل الكلوي يحتاجون للدم بشكل مستمر.
* هل ضاعفت الحرب من احتياجكم للدم؟
نعم ارتفعت طلبات الدم اثناء الحرب ويتم مواجهتها بالإعلان ودعوة الناس إلى التبرع الطوعي ونلاقي تجاوبا كثيرا لنحصل على الكمية المطلوبة وتوفير كمية احتياطية، ويتم تغطيته طبعا إلى جانب بنوك الدم الأخرى المتواجدة في المستشفيات الحكومية والمركز الوطني لنقل الدم وأبحاثة.
* ما أكثر فصائل الدم النادرة التي يحتاج البنك اليها وماهي الفصائل النادرة؟
أكثر الفصائل التي يحتاجها المرضى هي O+ وأكثر الفصائل المتوفرة هي :O+, A+, B+
أما الفصائل النادرة فهي +AB O- & A- &B- &AB-
*ماهي الإجراءات الضامنة لسلامة عملية نقل الدم وتخزينه؟
ـ نحن في الأصل نجمع الدم من المتبرعين ونصرفه للمرضى دون أي مقابل نهائيا وهي خدمة مجانية ونعمل في إطار ما هو متوفر ومتاح لدينا من الامكانيات خاصة في ظل الحرب والحصار على البلد منذ أكثر من ٥ أعوام.
ورغم أننا في حصار ورغم شح الإمكانيات إلا أننا نحاول أن يكون العمل في جمع الدم وحفظه وتخزينه وتوفيره للمرضى في الوقت المناسب في إطار جودته وسلامته.
هل هناك مخاطر من التبرع بالدم؟
لا مخاطر باستثناء شعور بسيط بعدم الراحة في بداية إجراء التبرع، حيث لا يذكر المتبرعون أية مشكلات. ولا يمكن أن تصاب بعدوى أي مرض من جراء التبرع بالدم.
وأود أن أشير إلى أن التبرع بالدم ليس له أي أضرار أو مضاعفات للمتبرع لا سيما وهو بصحة جيدة، وأذكر بأن قطرة دم تساوي حياة إنسان فلا تبخلوا على من يحتاجها.
.
* ما هي الرسالة التي تود توجيهها للمجتمع بمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالدم؟
بمناسبة اليوم العالمي للمتبرعين بالدم والذي يصادف الرابع عشر من يونيو/ حزيران من كل عام أدعو الجميع ممن يتمتعون بصحة جيدة للتبرع بالدم وان لا يتركوا المرضى المحتاجين للدم بدون معين ومنقذ.
المصدر : https://alttebiah.net/?p=8833