fbpx
فلاش3 ديسمبر 2021

الاستخدام العشوائي لإبر الطلق يفقد لطيفة حياتها

mohammed alghobasi
2021-02-10T16:12:21+03:00
قصصنا
6 فبراير 2021آخر تحديث : الأربعاء 10 فبراير 2021 - 4:12 مساءً
Ad Space
الاستخدام العشوائي لإبر الطلق يفقد لطيفة حياتها
Ad Space

الاستخدام العشوائي لإبر الطلق يفقد لطيفة حياتها

المجلة الطبية_ نجود مرشد المعمري|

كانت الساعة الرابعة صباحا عندما لفظت لطيفة محمد -32 عاما- أنفاسها الأخيرة أمام بوابة مستشفى يريم وسط اليمن إثر نزيف داهمها بعد ولادة متعسّرة استخدمت القابلة فيها إبرة طلق لتساعدها على الولادة.

يقول رائد محمد، شقيق لطيفة الأصغر -والذي كان حاضرا لحظة الوفاة- “لم يكن أحد من العائلة يتوقع أن نفقد لطيفة بتلك السهولة، فقبل 12 ساعة تقريبا كنا عائدين إلى المنزل مسرورين بالطفل الجديد الذي انضم إلى العائلة”.

كانت قد وضعت طفلها في مركز صحي بمديرية الرضمة بعد أن حصلت على إبرة طلق صناعي نظرا لطول فترة المخاض الذي استمر ثلاث ساعات، ومن ثم عادت إلى المنزل، وهي ما تزال تعاني من نزيف، أخبرتهم القابلة “الممرضة” بأنه سيتوقف بعد فترة بسيطة، لكن ذلك لم يحدث.

كانت ملامح محمد مليئة بألوان الندم وهو يتحدث -إلى المجلة الطبية- عن ثمان ساعات تقريبا قضتها شقيقته تنزف في المنزل رافضة الذهاب إلى المستشفى ممنية نفسها بتوقف النزيف كما أخبرتهم القابلة حتى فقدت الوعي.

وبحسب تقرير الوفاة الصادر من المستشفى، تسبب الطلق الصناعي بنزيف غير حاد في الرحم، “كان يقتضي تدخل طبي يمدها بالدم والأدوية اللازمة لإيقافه”، ومع استمرار النزيف لساعات فقدت الأم كمية كبيرة من الدم أدى إلى وفاتها قبل وصولها إلى المستشفى.

الرحم غير مستعد للحمل

أصيبت العشرينية علياء الحيمي بتمزق في الرحم إثر إبرة طلق تلقتها على يد قابلة في حي المطار شمال العاصمة صنعاء قبل أكثر من خمسة أعوام وما تزال تعاني من تبعاتها إلى اليوم.

سحبت الحيمي نفسا طويلا ووضعت كفيها على رأسها وهي تستعد للحديث عن تجربة وصفتها بأنها “سيئة للغاية” فقد مر موعد الولادة دون أن تشعر بأعراض الطلق ما دفعها لزيارة قابلة في الحي والتي بدورها لم تقم بأي فحوصات قبل أن تعطيها حقنة طلق تسببت في نزيف حاد؛ “كنت اتذكر أطفالي وأمي قبل أن أفقد الوعي ويتم نقلي إلى المستشفى وأدخلوني العناية المركزة لمدة أسبوع” هكذا تحدثت الحيمي -لـ المجلة الطبية- بملامح مكسوة بشيء من الألم والغضب، خاصة وأنها ما تزال تعاني من آثار الحالة إلى الآن.

قد يهمك..قاصرات يفقدن حياتهن أثناء الولادة وصدمات نفسية عنيفة متتالية

لقد خضعت لعملية خياط الرحم ونصحها الأطباء بتأجيل الحمل لمدة خمس سنوات حتى يستعيد الرحم عافيته ويصبح مهيئا للحمل، وهنا تضيف بصوت منخفض وحزين “رغم مرور الفترة المحددة وعام آخر أوشك على الانتهاء ما زلت أعاني من عدم القدرة على الحمل” فبحسب حديث الأطباء لها ما يزال الرحم غير مهيأ لاستقبال الجنين.

الطلق الصناعي قد يمزق الرحم

فقدان الرحم

بحسرة كانت تنظر الثلاثينية فاتن السلامي -اسم مستعار-  إلى أطفال أقاربها وهم يلعبون بالجوار قبل أن تبدأ الحديث عن تجربتها مع إبر الطلق من نتائج التجربة “لقد حرمتني إبر الطلق من الحمل، عندما تسببت في استئصال رحمي وتأزمت نفسيا” قالتها بحزن ، ليس ذلك فحسب، فقد أصيبت أيضا بثقب في الحالب.

سلسلة من الأوجاع تناسلت في جسد وروح السلامي بعد أن حقنت بإبرة طلق على يد طبيبة في مركز طبي بمنطقة المطار شمال العاصمة صنعاء، دون أن تخضع لأي نوع من الفحوصات.

كانت وضعية الجنين بالعرض، وهذا ما دفع القابلة إلى سحبه بيدها ما تسبب في أذية الرحم ونزيف حاد، بحسب حديث السلامي- لـ المجلة الطبية – فقدت على إثره الوعي لتخضع بعدها لعملية استئصال الرحم.

اغرورقت عينا فاتن بالدموع ، وحسرات الألم بادية على ملامح وجهها وهي تتذكر تفاصيل ما حدث لها، إذ لم تنتهِ القصة عند استئصال الرحم ، فمنذ إجراء العملية وهي تشعر بألم شديد أسفل البطن ، “كان يزيد مع مرور الوقت اضطررت للعودة إلى المستشفى” الفحوصات كشفت وجود ثقب في الحالب، قال الطبيب المعالج إنه حدث أثناء العملية السابقة .

مخاطر الاستخدام العشوائي

من جانبها، اتهمت الدكتورة أصيلة الذاهبي – أخصائية نساء وولادة – الكثير من القابلات ممن يستقبلن الحوامل في منازلهن أو عياداتهن باستخدام إبر الطلق دون معرفة طبية وبشكل عشوائي.

Ad Space

وشددت -في حديثها لـ المجلة الطبية- على أهمية خضوع الحامل لفحوصات شاملة من قبل متخصصين قبل استخدام أدوية الطلق للتأكد من صحة الحالات وعدم وجود أي مانع لاستخدام هذه الإبر، وأيضا لمعرفة الوقت المناسب لاستخدامها.

وبحسب الذاهبي فإن الاستخدام العشوائي لإبر الطلق قد يتسبب في فقدان الجنين، وقد يتعرض رحم الأم للانفجار أو التمزق، قد يتطور الأمر في بعض الحالات إلى نزيف حاد، وأحيانا يؤدي إلى وفاة الأم.

ويستخدم الطلق الصناعي في حال بدأ الطلق الطبيعي في ظل عدم وجود تقلصات، أو فقدان السائل المحيط بالجنين أو عدم كفايته.

كما يضطر الأطباء لاستخدام أدوية الطلق عندما يخشون على حياة الطفل أو الأم خاصة إذا كانت تعاني من بعض الأمراض كارتفاع ضغط الدم أو السكر.

العملية القيصرية وإبر الطلق الصناعي

وفي حال كانت تعاني الأم من مرض معدٍ تجنبا لانتقاله إلى الجنين، ومن أسباب استخدام هذه الإبر أيضا إصابة المشيمة بالتكلس أو العجز أو انفصالها عن الرحم ما يحد من وصول الغذاء بشكل كافي إلى الطفل.

وتنصح الذاهبي جميع الأمهات بضرورة أن يكون هناك متابعة وإشراف على الحمل من قبل متخصص منذ الأشهر الأولى تجنبا لأي خطر قد تتعرض له الأم أو جنينها، وتطالب أجهزة الرقابة في وزارة الصحة، بضبط المراكز، أو العيادات غير المرخصة، وتوفير أدوية الطلق، بالمراكز المتخصصة فقط.

إقرأ أيضاً..الولادة القيصريّة الرابعة.. هل هي خطيرة؟

وفي هذا السياق تؤكد الصيدلانية أنيسة حسن بأنه غير مصرح للصيدلانيين صرف إبر الطلق إلا بوصفة طبية وبتوقيع الطبيب المعالج، مشيرة -في تصريح لـ المجلة الطبية- إلى أن هناك من لا يلتزم بهذا الإجراء، مطالبة بضرورة الالتزام به تجنبا للتسبب في أي مخاطر على الأمهات والمواليد، وأن هذا التصرف يعرضهم للمساءلة القانونية في حال تعرُّض الحالات لأي خطر.

وبينما تؤكد -رئيسة الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات- سعاد قاسم, أن القابلات المنتميات للجمعية يحصلن على تدريب حول مخاطر وسوء استخدام إبر الطلق، أقرت بأن ما يقارب 60% فقط من القابلات حصلن على تدريب بشكل جيد ويحملن دبلوم قبالة ومؤهلات أخرى أعلى.

وأفادت في حديثها -لـ المجلة الطبية- بأن عضوات الجمعية “يلتزمن بعدم استخدام إبر الطلق للحامل قبل الولادة ويحرصن على تنفيذ التدابير الفعالة للمرحلة الثالثة من الولادة” حيث تحصل الأم بعد الولادة مباشرة على جرعة صغيرة من (اكسيتوسين 10 وحدة دولية) لمنع النزيف الذي قد يؤدي إلى وفاة الأم بعد الولادة ويحدث ذلك تحت إشراف الأخصائي.

كما يتم تدريب القابلات حول الطوارئ التوليدية ورعاية المولود والوقاية من العدوى بالإضافة إلى المهارات الأخرى، إلا أن الجمعية تستقبل شكاوى من قبل المواطنين حول أداء القابلات،حد قول قاسم التي طالبت بإيجاد آلية متابعة وإشراف مستمر.

الاستخدام العشوائي لإبر الطلق يفقد لطيفة حياتها

وينصح اختصاصيون بتجنب استخدام أدوية الطلق الصناعي بشكل نهائي في حال كانت الحامل قد أجرت عملية قيصرية أو أي عملية جراحية في الرحم، بالإضافة إلى موانع أخرى مثل هبوط المشيمة إلى الأسفل، أو إصابة الأم بالهربس المهبلي النشط.

وأيضا قد تتعرض حياة الأم للخطر إذا حصلت على أدوية طلق صناعي في حال كانت قناة الولادة صغيرة أو ضيقة ، أو إذا كانت وضعية الجنين بالعرض في الرحم .

أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب

وبحسب بيانات سابقة صادرة عن الجمعية اليمنية للصحة الإنجابية، ارتفع عدد وفيات الأمهات في اليمن خلال السنوات الأخيرة ليصل إلى 3600 امرأة سنويا، بمعدل عشر حالات في اليوم.

اخترنا لكم:

Ad Space
Ad Space
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Ad Space