مدير مكتب الصحة في سقطرى لـ “المجلة الطبية”: مستجدات كورونا والوضع الصحي في الجزيرة
– الجزيرة بلا مركز حجر صحي ولا احتياطات احترازية للقادمين من أماكن موبوءة
يعاني الطاقم الطبي في جزيرة سقطرى من شحة وسائل الحماية الشخصية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19 ” الذي يجتاح العالم في ظل مخاوف من انتشار الفيروس في الجزيرة التي لا تمتلك محجرا طبيا.
وفي هذا السياق قال مدير عام مكتب الصحة في الجزيرة سعد عامر حمودي “هناك مؤشر كبير على وصول الفيروس إلى الجزيرة بسبب عدم وضع ضوابط في منفذي الميناء والمطار ودخول وافدين من أماكن موبوءة بدون أن يخضعوا لأي اجراءات احترازية”.
ويواجه مكتب الصحة والسكان بمحافظة سقطرى عدة تحديات لتطوير القطاع الصحي على مستوى الأرخبيل لانعدام الإمكانيات المادية التي تساعده في إيجاد المعدات الطبية اللازمة لمراكزه الصحية .. كما انه يبذل جهودا جبارة لمنع انتشار فيروس كورونا في الجزيرة من خلال تنفيذ عدد من الخطط الاحترازية.
للتعرف أكثر على وضع القطاع الصحي بمحافظة سقطرى التقت (المجلة الطبية) بمدير عام مكتب وزارة الصحة والسكان في المحافظة الأستاذ سعد عامر حمودي.
مقابلة / أحمد جمعان دبنهي
# لتكن البداية من استعدادكم لمواجهة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 هل لديكم خطة لذلك؟
– نعم لدينا خطة شاملة أعددناها بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية لمواجهة جائحة كورونا ، وقد تم تقسيمها على ثلاث مراحل ،المرحلة الاولى تتمثل في الاستعداد والتجهيز والترتيب و بعدها مرحلة ثانية وهي خطة الاحتواء للفيروس ، أما المرحلة الثالثة فتركز على إبطاء انتشار الفيروس ..ولكن الى الآن نفتقر لوسائل الحماية الشخصية، و لدينا مجموعة قليلة من المعدات لا تكفي للاطقم العاملة وفقا للخطة بالإضافة إلى حاجتنا الماسة لفحص “البي سي ار” الذي يؤكد الإصابة والشفاء للحالات المشتبهة .
# هل حددتم أماكن مخصصة للعزل ؟
– نعم تم تحديد مركز الأمومة والطفولة في مدينة حديبو كمركز للعزل وهو الوحيد حاليا وقد عملنا على تاسيسه بجهود ذاتية من المكتب بمعدات متواضعة بعد أن لاحظنا عدم استعداد مستشفيي خليفة والسعودي لإقامة مراكز للعزل فيهما .. وفي الحقيقة المركز المحدد من قبلنا بحاجة لكادر طبي متخصص في العناية و الباطنية والصدر والأشعة المقطعية والأشعة العادية وفحص “البي سي ار” وهذا لا زالت معدومة للآن وقد قدمنا طلبات وأرسلنا مناشدات لعدة جهات بغرض توفيرها ولا نزال ننتظر .
# هل هناك أماكن مخصصة للحجر الصحي للوافدين من المناطق الموبوءة ؟
– هذا من اختصاص السلطة المحلية والجهات الأمنية وليس من ضمن صلاحياتنا وحتى الآن لا يوجد محجر صحي وقد حاولنا التنسيق مع السلطة المحلية لايجاد أماكن لذلك ، لكن إلى الآن لا تقدم في هذا الموضوع رغم ان هناك مؤشرا كبيرا على دخول الفيروس للجزيرة بسبب عدم وضع ضوابط على منفذي الميناء والمطار ودخول وافدين من أماكن موبوءة بدون اتخاذ أي اجراءات احترازية ولو عزل منزلي ، مع انه تم التواصل مع السلطة المحلية والجهات الامنية والمصائد السمكية والجمعيات السمكية لمنع دخول أي شخص حتى يتم اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة من فريق الطوارئ .. وندعو الجميع الى الالتفاف حولنا لنوحد الجهود ونبني شراكة حقيقية لمواجهة هذه الجائحة العالمية الخطيرة على الحياة البشرية .
# هذا في ما يخص كورونا ، ماذا عن الوضع الصحي في ارخبيل سقطرى بشكل عام؟
– سأبدأ بالجانب التشخيصي حيث يعمل الطاقم الصحي الموجود بطاقة 95 % من قدراته ، نمتلك مجموعة من الأطباء بمستشفيي الشيخ خليفة والسعودي الميداني وكذلك لدينا معدات واجهزة طبية حديثة متوفرة .. ونعمل بالتنسيق معهم لوضع قاعدة معلومات دقيقة عن الأمراض الأكثر انتشارا و مناطق انتشارها وكافة الاحصائيات التي تساعدنا في المكتب على وضع الخطط والدراسات وتحديد التدخلات اللازمة لتلك الأمراض والأوبئة.
# ماهي أكثر الأمراض المنتشرة في سقطرى وما سببها ؟
– لا توجد لدينا إحصائية دقيقة بهذا الخصوص لعدم وجود قاعدة معلومات نوعية في المستشفيات وكلها تعتمد على إحصائيات كمية وحتى هذه لم توافينا بها ونسعى دائما الى التنسيق معهم بهذا الخصوص حتى نضع خطة صحية للأمراض الموجودة ..والأمراض المنتشرة بحسب ما تم رفعه لنا من المراكز والوحدات الصحية بحسب التشخصيات لديهم هي الأمراض التنفسية والالتهابات والتيفود.
# كيف تقيمون نشاط البرامج الصحية في المحافظة ؟
– البرامج الصحية موجودة وتعمل في المراكز والوحدات الصحية منها 4 برامج بدعم من منظمة اليونسيف وهي التحصين والصحة الانجابية ورعاية الطفل والتغذية وتعمل بشكل متميز وكذلك لدينا برنامج الترصد الوبائي الذي تدعمه منظمة الصحة العالمية ومعه ضباط اتصال في كل مركز صحي للابلاغ عن الأوبئة الموجودة في المنطقة ، بالإضافة الى برنامج الملاريا الذي يعتبر من أنجح البرامج ونجح في استئصال الملاريا من سقطرى ولم تسجل أي حالة من العام 2005م للآن ونتمنى دعم البرنامج للاستمرار وضمان عدم حدوث أي انتكاسة وعودة المرض من جديد. وفيما يخص برنامج السل والجذام فهو شبه المنسي ويقتصر نشاط البرنامج حاليا في صيدلية لصرف الأدوية فلا يوجد طبيب صدر و لا محاليل كشف المصابين مبكرا ولم يتم تنفيذ أي مسوحات للمناطق.
# هل مقتنع بما تقدمه المراكز والوحدات الصحية في المناطق الريفية من خدمات؟
– المراكز والوحدات الصحية تفتقر للتجهيزات والكوادر الطبية وما تقوم به هو اسعافات أولية بالإضافة إلى خدمات التحصين و تشخيص الامراض، ولكنها غير دقيقة لعدم وجود فحوصات مختبرية.. ونتمنى من السلطة المحلية والوزارة وكذلك المنظمات الصحية دعم تلك المراكز والوحدات بتجهيزات طبية لتقوم بدورها على أكمل وجه في سبيل خدمة الأهالي في الأرياف.
# أين تكمن مشكلة تعثر استكمال مستشفى 22 مايو الذي مر على تأسيسه إلى الآن أكثر من عقدين ؟
– مستشفى 22 مايو تم تصميمه على مستوى عالٍ جدا وسيعمل نقلة نوعية للقطاع الصحي والطبي في المحافظة في حال تم تجهيزه لكنه من المشاريع المركزية و هو متعثر من 22 عاما ولا نعلم عنه شيئا وكل ما يتعلق في عدم انجاز المشروع محصور بين الحكومة والوزارة والمقاول المنفذ .
المصدر : https://alttebiah.net/?p=8420