عودة الدراسة في مارب بدون وقاية
المجلة الطبية_مارب: محمد حفيظ
يحتشد الطلاب والطالبات كل صباح في فصول المدارس بشكل متراص دون الالتزام بطرق الوقاية من الفيروس الذي قد يحمله أحد الطلاب.. وبالتالي يتسبب في انتشار العدوى بين زملائه الذي سينقلونه بدورهم إلى أسرهم وأحيائهم .
وكان مكتب التربية بمحافظة مارب التي تبعد 173 كم عن العاصمة صنعاء قد أعلن عن عودة الدراسة في جميع مدارس المحافظة مطلع الاسبوع الماضي.. في الوقت الذي ما تزال لجنة طوارئ المحافظة تعلن عن حالات يومية مصابة بالفيروس .
حيث قال مدير مكتب التربية بالمحافظة علي العباب أن أكثر من 112 ألف طالب وطالبة توجهوا إلى مقاعدهم الدراسية في عموم مدارس المحافظة.
وأشار إلى أن هناك أكثر من 14 ألف طالب وطالبة نزحوا مؤخرا من محافظات الجوف وصنعاء والبيضاء المجاورات لمحافظة مارب بفعل استمرار المواجهات العسكرية فيها.. حيث يشكلون عبئا ثقيلا على العملية التعليمية بالمحافظة والقدرات الاستيعابية لدى المدارس ، حسب العباب.
إقرأ أيضاً..مأرب.. مصابو كورونا يموتون على أبواب المستشفيات
تعي فتاة الثالثة عشرة عاما – رغد متاش – جيدا مخاطر فيروس كورونا وطرق الوقاية منها عبر ما سمعته من وسائل الإعلام والمدرسة.. لكنها لم تجد أي من تلك الاحترازات على مدخل المدرسة.. أو في الفصول الدراسية أو حتى في طابور الصباح، حد قولها .
تتحدث رغد, وهي طالبة في الصف السابع بمدرسة محمد هائل للفتيات, بلباقة طفولية “يجب علينا ارتداء الكمامات.. لكي لا نصاب بفيروس كورونا وأن نستعمل المعقمات كذلك الالتزام بمسافة متر بين الطالبات وبين كل طاولة واخرى مساحة فارقة وكذا عدم التزاحم اكثر من 3 طالبات في كل طاولة”
وتؤكد رغد في حديثها لـ المجلة الطبية ان كل تلك الطرق الوقائية غير موجودة في المدرسة.. وانها لا تعرف سبب غياب تلك الإجراءات معبرة عن تخوفها من “انتقال الفيروس الى كل الطالبات اذا اختلطت طالبة حاملة للفيروس بزميلاتها” .
ازدحام إجباري ألغى الاحترازات “عودة الدراسة في مارب بدون وقاية”
من جهتها ، بررت مديرة مدرسة محمد هايل للفتيات – فكرة نعمان – غياب الاجراءات الوقائية في مدرستها بعدد الطالبات الذي يقارب نحو 3 آلاف طالبة.. يتراوح أعدادهن في كل فصل ما بين 100 الى 80 طالبة.
وتقترح نعمان في حديثها لـ المجلة الطبية ان يحتوي الفصل على 20 طالبة.. متسائلة عن كيفية ايجاد حلول وتطبيق وإجراءات وقائية لتوفيرها للطالبات وفي ظل عدم وجود دعم لتوفير المواد المعقمة والمطهرة.
وأضافت أن تطبيق الاجراءات الوقائية يقتضي توفير فصول دراسية إضافية وتوزيع الطالبات على شعب متعددة لتطبيق التباعد الجسدي.. أو تقسيم العملية التعليمية اليومية الى فترات مختلفة “مسائية وصباحية” أو التخفيف من الازدحام الطلابي من خلال نقل الطلاب الى مدارس أخرى .
إقرأ أيضاً..الجدري المائي ينتشر في مخيم للنازحين بمأرب
تحدثت مديرة المدرسة عن معظم الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا، وتطرقت إلى مخاطره على المجتمع.. “لكننا لا نمتلك أدوات التنفيذ” مطالبة مكتب التربية أو مكتب الصحة بتوفير المواد المعقمة وتوزيعها على المدارس.. بالإضافة إلى توفير الكمامات للطالبات خاصة غير المنقبات وكذا تزويد المدارس بأجهزة قياس الحرارة .
وأكدت نعمان على أهمية التزام المدرسة في نشر برامج التوعية الصحية حول مخاطر وطرق الوقاية من الفيروس بالتعاون مع منظمة محلية وعقد دورات تدريبية لعدد من الطالبات.. بجانب الى ما يتم تقديمه من رسائل توعوية في الإذاعات الصباحية حول مخاطر وطرق الوقاية من فيروس كورونا.
وأعربت عن مخاوفها بأنه” في حالة إصابة طالبة واحدة فان إمكانية انتشار المرض إلى جميع أسر الطالبات كبيرة جدا”
إدارة المدرسة تعتزم الزام كل طالبة بشراء معقم شخصي لتستخدمه خلال ساعات اليوم الدراسي.. هو الخيار الوحيد المتاح والممكن لحماية الطالبات من فيروس كورونا المستجد ،حد تعبيرها.
مخاوف أوليا الأمور
يحمل أوليا أمور الطلاب مخاوف حقيقية من انتشار الفيروس بين أطفالهم في المدارس.. لكنهم -حسب نعمان – لا يطلبون بحزم من أبنائهم الالتزام بالإجراءات مثل اصطحاب المعقمات وارتداء الكمامات .
وهنا يقول الثلاثيني – نور الدين السقلدي – ولي أمر طالبين في مدرسة الميثاق أنه يشعر بقلق شديد على أبنائه وعلى جميع زملائهم عند ذهابهم الى المدرسة وسط الازدحام الشديد داخل المدرسة.. وداخل الفصول وسط ضعف الإجراءات الوقائية من الفيروس المعدي. في محافظة ما تزال تشهد ازدحاما سكانيا بسب النزوح من مختلف محافظات اليمن.
واثناء زيارة ميدانية قام بها معد التقرير لعدد من المدارس بمدينة مارب وجد ان جميع المدارس التي زارها لا تلتزم بأي إجراء وقائي للحماية من كورونا .
يقول الطالب معتصم العواضي الذي يدرس في الصف التاسع اساسي بمدرسة الميثاق للبنين ان مدرسته مكتظة بالطلاب ولا يوجد أي اجراء وقائي من فيروس كورونا.. ويضيف “ربما يكون هناك تجاهل من قبل المسؤولين في المحافظة أو المسؤولين في إدارة المدرسة أنفسهم”.. ملمحا بأن لا أحد يبحث عن بدائل او يطالب أي إجراء لحماية الطلاب من احتماليات الإصابات بالفيروس. “عودة الدراسة في مارب بدون وقاية”
تأخر الدعم عرقل إجراءات الوقاية
كشف مدير مكتب التربية بمدينة مارب محمد مارش عن سبب عدم التزام المدارس بالإجراءات الوقائية من فيروس كورونا .
وقال مارش في تصريح لـ “المجلة الطبية” أن الدعم الذي كان يفترض ان توفره منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع مكتب الصحة قد تأخر.. مؤكدا أن مدير مكتب التربية بالمحافظة كان قد تعهد بتوفير المعقمات والكمامات وتوزيعها على جميع المدارس خلال الأيام القادمة.. بالإضافة الى اطلاق حملة توعوية شاملة في جميع المدارس .
وأفاد مارش عن تعذر تطبيق إجراء التباعد للوقاية من فيروس كورونا نتيجة لأعداد الطلاب الكبيرة في المدارس.
أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب
Source : https://alttebiah.net/?p=11698