حوار: عبدالملك الجرموزي: الطبية|
ثمة انتقادات حادة يتم توجيهها لبعض الأطباء بسبب وصفهم المضادات الحيوية للأطفال والرضع منهم على وجه الخصوص، لكن أخصائي أمراض الأطفال الدكتور فؤاد مهيوب، أكد – في حوار مع “المجلة الطبية”- أن وصف المضادات الحيوية لا يتم إلا عند الضرورة وحين تستدعي حالة الطفل المريض ذلك.
وحذر الدكتور مهيوب من استخدام المضاد الحيوي دون تشخيص ودون الرجوع للطبيب لما لذلك من أضرار بالغة السوء قد تدمر مناعته.. تفاصيل أكثر في الحوار التالي:
متى تصف مضادات حيوية للأطفال المرضى، وما أبرز تلك المضادات ومدى مأمومنيتها ؟
نحن حريصون على عدم استخدام المضادات الحيوية إلا عند الحاجة لها لعلاج الأمراض الناتجة عن مهاجمة الميكروبات والكائنات الدقيقة للطفل، والإصابات بالأمراض الميكروبية متعددة ومتنوعه حسب نوع البكتريا ومكان الإصابة، مثلاً الميكروبات التي تهاجم الحلق عند الرضيع وتسبب له ارتفاع درجة الحرارة وعدم القدرة على الرضاعة وأثناء المعاينة يتبين وجود التهابات مع تضخم بالحلق أو اللوزتين ووجود تقيحات في المرحلة المتأخرة لمراجعة الطبيب، هنا من الضروري أن نعطيه مضادا حيويا مثل البنسلين أو الأوجمنتين وكل عمر له علاج وجرعته الخاصة للمريض، وكذلك التهابات الأذن الوسطى تحتاج مضادا مثل الأموكسي سيلين، والتهابات الرئتين المنتشرة البكتيرية التي تسبب تقيحات في الرئتين فمن الضروري إعطاء المريض المضاد الحيوي المناسب مثل الاريثرومايسين أو الازثرومايسين وكذلك عند الالتهابات الشديدة نعطي حقن مضادي حيوي.
وأيضاً التهابات سحايا الدماغ وعواقبها الوخيمة، هنا نقرر رقود الطفل بالمستشفى واستخدام مضاد قوي مثل السيفالوسبورين من الجيل الثالث، ونستعين بالفحوصات المخبرية والزراعية في الحالات الضرورية كي تبين لنا نوع البكتيريا والمضاد الحيوي الفعال لها، وكذلك التهابات المسالك البولية وما تصاحبه من علامات تكرار البول ولون ورائحة البول المتغيرة.
قد يهمك..الدكتورة بثينة الشرفي تحدد أهم الطرق للتعايش مع السكر
هناك انتقادات للأطباء الذين يصفون المضادات الحيوية للأطفال الرُضع في عمر الشهر والشهرين، ما رأيك؟
الأطفال في عمر الشهر أو الشهرين المصابين بأمراض مختلفة مثل التهابات الجهاز التنفسي أو التهابات السحايا عند الرضع هنا ضروري من ترقيد المصاب واعطائه المضاد بصورة عاجلة وعمل الفحوصات اللازمة لتأكيد تشخيص المرض، وهم أشد حاجة للمضاد من الكبار لأن مناعتهم ليست قوية ولا تستطيع مقاومة المرض.
إعطاء المضاد بالنسبة للمريض ليس خطأً.. من الذي ينتقد الأطباء بدون علم عن مخاطر هذه الأمراض!!.. إذا لم تعط المضاد الحيوي المناسب لتنجو بحياة الرضيع من الموت لا قدر الله أو الحمى الشوكية فقد يتسبب له المرض بإعاقة تلازمه طيلة حياته.
وهناك علاجات لا تعطى لعمر أقل من شهر أو شهرين وكذلك علاجات ممنوعة لعمر أقل من ٨ سنوات مثل تتراسيكلين وعلاجات ممنوعة لأقل من ١٨سنة .. إن لكل عمر ومرض المضاد المناسب له.
متى تتسبب المضادات الحيوية بتدمير مناعة الأطفال ؟
أحذّر هنا من أن استخدام المضاد الحيوي دون تشخيص أو دون الرجوع للطبيب، يترتب عليه حصول أضرار بالغة السوء على صحة الطفل، فهي تدمر مناعته إذا لم يكن التشخيص مناسبا ويحتاج مضادا وكذلك نوعية المضاد المناسب لكل مرض.
وللأسف في اليمن يتم شراء أدوية المضادات من الصيدليات بصورة عشوائية وبدون وصفة طبية، وهذا مرفوض وممنوع في كل دول العالم ما عدا بلادنا رغم أن القانون يمنع ذلك ولكن ينقص الالتزام والتطبيق.
إقرأ أيضاً.. د. غلام ضبعان: أخطاء جسيمة تقترف بحق المرضى
كيف يمكن تجنب إعطاء الأطفال خاصة الرُضع منهم، أي أدوية لتعزيز مناعتهم؟
أود التأكيد هنا على أن السنتين الأولى من عمر الطفل، هما أهم مرحلة لتكوينه ونموه وتقوية مناعته، وذلك لا يكون إلا من خلال الرضاعة الطبيعية، وخاصة في أول ستة أشهر، لأن من شأن حليب الأم لوحده دون إضافة أية أغذية أخرى، تقوية مناعة الرضيع، حيث يصبح الجهازين الهضمي والتنفسي أكثر مقاومة للأمراض.
أنجزت هذه المادة في إطار حملة #لا_تهاون_البكتيريا_تقاوم ، التي أطلقتها “المجلة الطبية” للتوعية بمخاطر الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية، بالشراكة مع الشركة الدوائية الحديثة لصناعة الأدوية، وبرعاية صنف “أوجمين”. وتزامناً مع الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية.
الآن.. بإمكانك الإشتراك في قناة الطبية على اليوتيوب
المصدر : https://alttebiah.net/?p=17914