خاص_ الطبية|
شهد المؤتمر العلمي الرابع لمركز القلب العسكري، الذي عقد منتصف ديسمبر الماضي وعلى مدى أربعة أيام (13- 16 ديسمبر)، وحضره أكثر من ألف استشاري وأخصائي في أمراض وجراحة القلب بالإضافة إلى خبراء من 8 دول عربية وأجنبية، مناقشة 5 أبحاث مميزة ونوعية أجراها باحثون يمنيون داخل مركز القلب العسكري.
وكانت فعاليات المؤتمر ثرية بالمحاضرات القيمة عن صدى القلب بالمنظار ثلاثي الأبعاد، واستخدامات منظار القلب في العمليات الجراحية لصمامات القلب، وكيفية معالجة الشرايين التاجية بالقسطرة التداخلية، والمشاكل المتعلقة بالأورطة وما بعد إجراء عمليات القلب المفتوح.
قد يهمك.. اختتام مؤتمر الغدد الصماء في جامعة جبلة
وحفلت فعاليات المؤتمر باستعراض وشرح كل ما هو جديد في مجال أمراض وجراحة القلب، وشهدت نقاشات علمية مستفيضة كما ناقشت 5 أبحاث علمية أجريت لأول مرة في اليمن وبالتحديد في مركز القلب العسكري، قام بها باحثون يمنيون.
وتنشر ” المجلة الطبية” ملخصات الأبحاث الخمسة التي لاقت إشادة واسعة من الخبراء وكبار الاستشاريين في مجال أمراض وجراحة القلب.
تأثير وقت الوصول للمرضى المصابين بالجلطات
ناقشت اللجنة التحضيرية والعلمية للمؤتمر العلمي الرابع لمركز القلب العسكري، خلال فعاليات المؤتمر، دراسة بحثية قدمها الباحث اليمني الدكتور أكرم أحمد بشر، عن “مدى تأثير وقت الوصول للمرضى المصابين بالجلطة القلبية الحادة (STEMI) الذين خضعوا للقسطرة العلاجية في مركز القلب العسكري”.
وأظهرت الدراسة -التي أشرف عليها الدكتور محمد المرولة- أن مدة نقص تروية عضلة القلب بعد انسداد الشريان التاجي الحاد هي المحدد الرئيسي لحجم الاحتشاء لظهور المضاعفات السريرية الثانوية.
كما أظهرت دراسات عالمية أيضاً أن فعالية الأدوية المذيبة للتجلط المسبب للجلطة القلبية تعتمد بشكل كبير على الوقت، مما أدى إلى مهلة زمنية مدتها 12 ساعة من بداية ظهور الأعراض كحد زمني أقصى لإعطاء الأدوية المذيبة للجلطة.
ومن ثم حلت القسطرة العلاجية بعد ذلك كطريقة مفضلة لإعادة تدفق الدم في الشريان المرتبط بالجلطة القلبية في غضون 12 ساعة من ظهور الأعراض، و ظل استخدام القسطرة العلاجية للمرضى الذين يصلون إلى المستشفى متأخراً (12 إلى 48 ساعة) موضوعًا للنقاش .
ويعتبر هذا البحث الأول في اليمن الذي يتطرق لدراسة هذه القضية حيث قام الباحث بدراسة ملفات 82 مريض تم تشخيصهم بالجلطة القلبية الحادة (STEMI) خلال الفترة من 2020 إلى 2021 والذين خضعوا للقسطرة العلاجية (primary PCI).
ووجد الباحث أن 56٪ من إجمالي المرضى الذين خضعوا للقسطرة العلاجية بعد 12 إلى 48 ساعة من بداية الأعراض، وهي نسبة كبيرة مقارنة بدول العالم الأخرى ومنها السعودية حيث أن النسبة 20% فقط.
وقد يعزى هذا التأخر إلى أن نسبة المرضى المحولين من مستشفيات أخرى كان عالياً وهي 42.7٪ من إجمالي المرضى، وذلك نظرا لقلة المراكز القلبية القادرة على عمل القسطرة العلاجية الطارئة والتي تعمل خلال 24 ساعة في اليوم.
وتوصلت الدراسة إلى أن المضاعفات التي حدثت في المستشفى كانت بنسبة أكبر عند أولئك الذين كان وصولهم متأخراً. وبلغ معدل الوفيات الكلي أثناء الرقود بالمستشفى 3.7٪ وكانت جميعها من المرضى المتأخرين في الوصول بنسبة 6.5% في إطار المتأخرين.
وخلصت الدراسة إلى أن اليمن بحاجة إلى زيادة عدد المراكز القلبية القادرة على عمل القسطرة العلاجية الطارئة، وكذلك التأهيل للمزيد من الكوادر في هذا المجال.
توسع الشرايين التاجية في اليمن
كان البحث الموسّم بـ” مدى انتشار توسع الشرايين التاجية في المجتمع اليمني”، للباحث اليمني الدكتور صادق سيف الشرعبي، من بين أبرز البحوث التي تم مناقشتها خلال فعاليات المؤتمر، باعتباره أول بحث يُجرى على مستوى اليمن في هذا الشأن الطبي الهام.
ووفقاً لمخلص البحث، فقد تم تنفيذ هذا البحث المرجعي على جميع المرضى الذين أجريت لهم قسطرة تشخيصية للقلب في مركز القلب العسكري بصنعاء خلال عامين وتحديداً خلال الفترة من يناير ٢٠١٩ وحتى ديسمبر ٢٠٢٠ ، وكان العدد الاجمالي للمرضى الذين تمت دراستهم ٣٥٠٤ مرضى تم تشخيص ١٨٥ مريضا منهم بتوسع الشرايين التاجية.
وخلصت نتيجة البحث إلى ارتفاع نسبة توسع الشرايين التاجية بين المرضى اليمنين بنسبة ٥.٢٨% مقارنه بالنسبة العالمية، والتي تقدر ما بين ١.٢% إلى ٤.٩% ، ومعظم هؤلاء المرضى ذكور بنسبة ٩١.٣% ، وقد تبين أن معظمهم يعانون من انسداد في الشرايين التاجية للقلب بنسبة ٧٠.٧%.
وخرج البحث بالعديد من التوصيات أهمها مواصلة البحوث لمعرفة عوامل الخطورة، وطرق العلاجات المختلفة لمثل هذا المرض.
القياسات الطبيعية لأبعاد القلب عند اليمنيين
وقدمت الدكتورة نجاة محمد صالح الخولاني، بحث بعنوان ” القياسات الطبيعية لأبعاد القلب للأشخاص اليمنيين الطبيعيين باستخدام جهاز الموجات القلبية الصوتية”.
وقالت الدكتورة الخولاني في مخلص بحثها -الذي اشرف عليه الاستاذ دكتور نور الدين الجابر- إنه ونظراً لاعتماد معظم القياسات في جهاز الموجات الصوتية للقلب(الإيكو) على الغرب والتي لا تنطبق على الاشخاص اليمنيين بحكم البنية الجسدية لليمنيين وعوامل أخرى، هذا الأمر جعلنا نفكر بعمل دراسة تهدف إلى إيجاد مقاييس خاصة بنا كيمنيين، نقارن فيها الفروقات بين قياسات الإيكو بيننا وبينهم وإيجاد قياسات خاصة بنا.
ويعتبر هذا البحث أول دراسة تُجرى في اليمن لأجل هذا الهدف، وقد تم اختيار 149 حالة للدراسة بمركز القلب بالمستشفى العسكري في صنعاء، بينهم 85 ذكرا و64 أنثى، حيث تبين أنه يوجد فرق بين القياسات الطبيعية المعتمدة لدى الغرب كالأوروبيين والأمريكيين وبيننا، وقد وجدنا أن بعض القياسات كانت أكبر من القيمة المعتمدة لديهم وبعضها أصغر، بحسب الدكتورة نجاة الخولاني.
وتابعت “كما اكتشفنا خلال هذه الدراسة أن القيم التي وجدناها تبتعد عن القيم التي لدى الغرب وكذلك مجال الثقة بالدراسة يميل نحو القيم التي أوجدناها في الدراسة”.
وأضافت “وهذا يؤكد أننا بحاجة لدراسة موسعة وأكبر بعدد الحالات لإثبات هذه الفروق بيننا وبينهم، وأننا بحاجة لإيجاد مقاييس خاصة بنا كيمنيين نعتمد عليها كالدراسات الاقليمية التي أجريت بأكثر من دولة وأكدت وجود هذه الفوارق”.
القلب البطيني واحتشاء العضلة القلبية
قدم الباحث الدكتور محمد غالب محمد قايد في المؤتمر واحد من أهم البحوث، بـعنوان “دراسة مدى انتشار تسارع القلب البطيني للمرضى المصابين باحتشاء العضلة القلبية”، والذي أجرأه في مركز القلب العسكري بصنعاء.
وتسارع القلب البطيني، هو اضطراب في نبض القلب ناتج عن إشارات كهربائية غير طبيعية في غرف القلب السفلية (البطينية )، ويشير الباحث إلى أن نسبة تسارع النبض البطيني (من % 10 الى % 30) من المرضى المصابين باحتشاء العضلة القلبية.
وذكر في ملخص دراسته البحثية أنه قام بدراسة ملفات 100 مريض تم تشخيصهم باحتشاء العضلة القلبية (STEMI) خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2021 ، ووجد أن نسبة ( % 98) من المرضى لديهم ألم في الصدر وكانت لديهم عوامل الخطورة (%75 ) مصابين بمرض السكري و (% 75 ) مصابين بارتفاع ضغط الدم.
وأوضح الباحث أن نسبة الذين خضعوا للقسطرة القلبية العلاجية الطارئة في أقل من 90 دقيقه من بداية الأعراض كانت ( % 1) ونسبة الذين خضعوا للقسطرة القلبية العلاجية الطارئة خلال 12- 48 ساعة من بداية الأعراض كانت (% 38).
وأظهرت الدراسة أن نسبة تسارع القلب البطيني المستمر(Sustained VT) كانت (% 13) ونسبة تسارع القلب البطيني الغير مستمر (sustained VT Non ) كانت ( % 21) وأن نسبة الوفيات كانت (% 2) من إجمالي حالات احتشاء العضلة القلبية نتيجة تسارع القلب البطيني .
وأفاد الباحث في خلاصة دراسته البحثية، بوجود علاقة مضاعفات احتشاء العضلة القلبية مع تسارع القلب البطيني ، مؤكداً الحاجة إلى” زيادة عدد المراكز القلبية القادرة على عمل القسطرة العلاجية الطارئة، وأيضاً التأهيل للمزيد من الكوادر في هذا المجال”.
قسطرة تداخلية وتركيب الدعامات في الشريان التاجي
حظيت الدراسة الموسومة بـ”نتيجة القسطرة التداخلية وتركيب الدعامات في الشريان التاجي الأيسر الرئيسي للقلب” بنقاش مستفيض في المؤتمر العلمي الرابع لمركز القلب العسكري، كونها أول دراسة في اليمن ودول الخليج العربي من هذا النوع، وفقاً للباحث الذي قام بهذه الدراسة الدكتور منير صالح الحجاج .
كان الهدف العام من الدراسة، تقييم نتيجة تداخل الشريان التاجي الأيسر الرئيسي مع DES بين السكان اليمنيين خلال فترة 3 سنوات، أول 30 يوم بعد PCI، بعد ذلك كل 6 أشهر لمدة 1 سنة.
ومن خلال الزيارات السريرية والاتصالات، تبين أن المعدل التراكمي لأحداث القلب والأوعية الدموية الدماغية العكسية الكبرى (MACCE) خلال السنة الأولى:
– الوفاة من أي سبب
– احتشاء عضلة القلب (MI)
– السكتة الدماغية
أما عن إعادة تكوين الأوعية الدموية للأوعية المستهدفة بسبب نقص التروية (TVR)، يقول الباحث إن التطورات في تقنيات التدخل عن طريق الجلد وتكنولوجيا الدعامات، سمحت بتقييم دور التدخل التاجي عن طريق الجلد (PCI) لمرض LM.
سلامة وفعالية دعامة LMCA لتحديد ما إذا كانت توفر بديلاً حقيقيًا لـ CABG. لذا هل يجب أن نضع دعامة في LM.
وبحسب الباحث، أجريت القسطرة العلاجية باستخدام الدعامات من الجيل الثالث DES لـ61 مريض أكبر من عمر 18سنة للذكور والإناث من اليمنيين في مركز القلب العسكري في صنعاء خلال الفترة من فبراير 2019- نوفمبر 2021، وتم متابعة جميع الحالات الخاضعة للقسطرة العلاجية بالدعامات في الشريان التاجي الرئيسي الايسر. PCI LEFT MAIN خلال الثلاثين يوم من عمل الدعامة ثم كل 3 – 6 أشهر ولمدة سنة كاملة متابعة حالته في العيادة أو بالتلفون حيث كانت النتيجة معدل الوفيات في دراستنا %3.3 خلال السنة الأولى من متابعة الحالات مقاربة لنتيجة الوفيات بالدراسات الدولية.
إقرأ أيضاً..وزير الصحة يعلن الزمالة اليمنية للصناعة الدوائية للماجستير والدكتوراه
وأضاف الباحث: وفي عام واحد ، لم يتم العثور على فرق في MACCE بين المرضى المعينين لـ PCI مع دعامات التصفية الدوائية مقارنة بالبيانات الدولية لـ PCI التي تدعم الإرشادات الحالية التي تنص على أن الدعامات الرئيسية اليسرى هي استراتيجية مجدية لإعادة تكوين الأوعية للمرضى الذين يعانون من تشريح تاجي مناسب فيما يتعلق بدرجات المخاطر الوسيطة.
الآن.. بإمكانك الإشتراك في قناة الطبية على اليوتيوب
المصدر : https://alttebiah.net/?p=18426