الطبية_خاص| فشل البيان الصادر عن جمعية جراحي المخ والأعصاب والعمود الفقري في احتواء الجدل والخلاف المثار بين اللجنة المنظمة للمؤتمر اليمني الرابع لجراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري, وعدد من شركات الأدوية والأطباء.
إذ تصاعدت وتيرة ردود فعل مستمرة بعد صدور البيان يوم أمس على إثر سوء فهم حدث بين منظمي المؤتمر وبعض شركات الأدوية في العاصمة صنعاء.. وبدأ الأمر يأخذ بُعداً آخر بعيداً عن أخلاقيات الطب والأطباء ويحمل في طياته آثارا سلبية سترافق علاقة شركات الأدوية مع إقامة وتبني الفعاليات العلمية.
وخيبت آمال شركات الأدوية وناشطي التواصل الاجتماعي في الحصول على اعتذار رسمي من قبل الجمعية.. عمّا صدر من المخاطبات الرسمية التي وجهتها اللجنة المنظمة للمؤتمر لشركات الأدوية بشأن الرعاية تعمدت فيها لغة وصفتها الشركات بـ “الإبتزاز”.. إلى جانب التشهير بأصناف شركات أخرى تحت مسمى وضعها ضمن “القائمة السوداء” التي لن يتم التعامل معها مستقبلاً من قبل الأطباء ووصفها للمرضى.
جرح جديد بدأ يتوسع في جسد القطاع الطبي والدوائي اليمني.. ابتداء من مخاطبات غير مسؤولة يزيد من عمق الجرح ما تضمنه البيان الصادر عن جمعية جراحي المخ والأعصاب من لغة اتهامات لتلك الشركات.. وإشارات إلى قيام الشركات بالاعتذار والتحكيم، وهو الأمر الذي اعتبره عدد من النشطاء والمختصين في سوق الدواء.. إساءة جديدة بحق الشركات التي بادرت وفضلت حل القضية حفاظاً على سمعة القطاع الطبي بشكل عام.
وأبرز ردود الفعل -التي جاءت كتعليقات على بيان الجمعية التي نشرته في صفحتها الرسمية في الفيسبوك.. ما طرحه الدكتور نبيل المعافى الذي قال.. “كنا ننتظر أن يتضمن البيان اعتذارا واضحا للشركة اليابانية وابن حيان. لكن ما حدث للأسف هو اتهام جديد للشركات وإقحام القضية في زوايا سياسية لا وجود لها أصلاً”.
أما حيدر عمر الماتري, فاستغرب من تعمد نخبة أطباء المخ والأعصاب.. الإشارة إلى تحكيم واعتذار إحدى الشركات التي قدمت تنازلات كبيرة لحل المشكلة.. مؤكداً أنه كان يكفي في بيانهم التأكيد للجمهور والقراء أن المشكلة قد تم حلها فقط.
ومن المعيب بحسب مضمون تعليق الماتري.. أن يتفاخر من يفترض بأنهم نخبة من الأطباء اليمنيين بحصولهم على اعتذار.. وأن يشيروا إلى قيام إجبار إحدى الشركات لحل القضية معهم بطريقة قبلية انتهت بتقديم اعتذار تضمن “5 أثوار”.. كما وصفه آخرون بـ تشهير جديد يضاف إلى التشهير السابق الذي نشر على الفيسبوك كـ “قائمة سوداء” للتحذير من أصناف الشركة اليابانية ووكيلها المحلي ابن حيان.
بدوره تمنى الباحث في علوم صحة المجتمع الدكتور صلاح الصنعاني لو أن الجمعية لم تصدر البيان. مستغرباً من حرصها على ذكر التحكيم والاعتذار و”الأثوار”.. وعدم مبادرتهم في الاعتذار للشركات التي دعوا إلى مقاطعة أصنافها في منشور القائمة السوداء”.
بينما علق “صيدلاني يمني” في منشور له على فيسبوك, ” تابعت باهتمام بالغ البيان الصادر عن جراحي المخ والأعصاب والعمود الفقري والذي لم يكن مخيبا للتوقعات.. فحسب بل كان صادما بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. توقعناه بيانا طبيا فكان سياسيا وظنناه بيان اعتذار فكان تهديدا ، وأملناه أن ينهي ما حدث من لغط لكنه عمّق الخلاف ووسّع المشكلة “.
تجدر الإشارة إلى أن الخلاف بدأ بتضمن المذكرات التي وجهتها اللجنة المنظمة لمؤتمر المخ والأعصاب عبارة “.. يوم 22 ابريل هو آخر موعد لتحديد موقفكم من المشاركة في المؤتمر لكي نحدد موقفنا من التعامل معكم مستقبلاً”.. والتي ترجمت عملياً في الصفحة الرسمية للمؤتمر اليمني الرابع لجراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري على “الفيسبوك”.. في منشور عبارة عن تصميم بعنوان “القائمة السوداء” فيه شعارا الشركة اليابانية والوكيل المحلي ابن حيان ومجموعة من الأصناف الخاصة بها.. ما أثار حفيظة الشركتين ودفع اتحاد المستوردين لإصدار بيان رفض فيه ابتزاز الشركات والتشهير بها وأي من أصنافها.
