المجلة الطبية

الملاريا في اليمن .. معوقات كبيرة ومكافحة وفق الإمكانيات

-

الملاريا في اليمن .. معوقات كبيرة ومكافحة وفق الإمكانيات

الطبية _ لقاء/ محمد غبسي|

يوفر البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا الأدوية ومستلزمات الفحص للمرافق الصحية التي بدورها تقدمها مجانا للمواطنين، بحسب مدير البرنامج الدكتور ميثاق السادة. مؤكداً في لقاء مع “الطبية” بان البرنامج يعمل على تعزيز جهود مكافحة الملاريا من خلال تدريب الكوادر الصحية على توفير خدمات التشخيص والعلاج بشكل سليم. مشيراً إلى أن الوضع الاقتصادي المتدني للبلد والمواطن يحول دون الوصول للدعم المطلوب ماليا وإداريا للسيطرة على المرض.ويرجع الدكتور السادة  أهم معوقات مكافحة الملاريا في البلد إلى   شحة الموارد مقارنة بالاحتياج في ظل دعم مالي متوقف  ضاعفه  الوضع الاقتصادي المتدني  الذي أتى كنتيجة حتمية لآثار “العدوان والحصار”   إلى جانب ضعف ادوار القطاعات المختلفة في عمليات المكافحة.

د. ميثاق السادة

بينما لا يقوم البرنامج بتشخيص وعلاج الحالات فهي مهمة المرافق الصحية والمستشفيات، حد قوله ، موضحا أن من أهم معوقات مكافحة الملاريا هي شحة الموارد مقارنة بالاحتياج في ظل دعم مالي حكومي متوقف وضعف ادوار القطاعات المختلفة في عمليات المكافحة.

قد يهمك .. مخيم مجاني جديد للأمراض النفسية والعصبية في أمانة العاصمة

وأكد الدكتور السادة أن البرنامج يعمل على وضع استراتيجيات المكافحة والاستئصال وفق رؤية وطنية وتحليل ومتابعة للوضع الوبائي وتوجيه والقيام بالتدخلات الروتينية للمكافحة وحشد الموارد وتعزيز الشراكة مع كل القطاعات حتى الوصول إلى هدف الاستئصال للمرض.

أما المناطق التي يستهدفها البرنامج فأكد أنه ينشط حيثما تشكل الملاريا مشكلة صحية فحيث تتوفر العوامل لانتشار المرض ستجد البرنامج وتدخلاته حاضرة خصوصا في المناطق ذات الانتشار العالي للمرض.

وأوضح أن الشريط التهامي، والى ارتفاع الـ 1,200 م شرقا، يشكل  أكثر من 80% من العبء المرضي على المستوى الوطني خصوصا المناطق التي تطل على الوديان (المصادر الطبيعة لتكاثر البعوض الناقل للمرض) وهي المناطق التي يوليها البرنامج أهمية كبيرة، إذ يتكون البرنامج من البرنامج الرئيس في العاصمة صنعاء ومحورين في تهامة وحضرموت وفروع البرنامج في المحافظات و38 وحدة ملاريا منها 15 وحدة تقوم بتعزيز عملية المكافحة والإمداد والإشراف وإزالة مصادر توالد البعوض.

وكيل وزارة الصحة بصنعاء د/محمد المنصور ومعه مدير الرنامج الوطني لمكافحة الملاريا د/ ميثاق السادة وعدد من المختصين أثناءط تدشين حملة توزيع الناموسيات في اب 2021

أما أهم التدخلات التي يقوم بها البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا فتتمثل بتوفير الأدوية ومستلزمات الفحص للمرافق الصحية لتقديمها مجانا للمواطنين والعمل على تعزيزها من خلال تدريب الكوادر الصحية على توفير خدمات التشخيص والعلاج بشكل سليم وسريع بحسب حديث مدير البرنامج، الذي أضاف أن تنفيذ أنشطة المكافحة من رش لجدران المنازل بالمبيدات طويلة الأثر وتوزيع الناموسيات المشبعة بالمبيد القاتل للبعوض الناقل للمرض تأتي ضمن التدخلات التي ينفذها البرنامج.

وبين السادة قائلاً البرنامج لا يقوم بتشخيص وعلاج الحالات فهي مهمة المرافق الصحية والمستشفيات لكنه يعزز التشخيص والعلاج بالعمل على توفير الأدوية وأشرطة الفحص وتوزيعها مجانا وتعزيز الاستخدام الأمثل والصحيح من خلال التدريب والإشراف ورفع الجودة.

حملة التخلص من مصادر توالد البعوض بمدينة الشرق محافظة ذمار 2022

و وفقا للسادة، يقوم البرنامج بتغطية المناطق النائية والتي تفتقر لخدمات صحية بخدمات التشخيص والعلاج عن طريق متطوعات صحة المجتمع التي يتم تدريبهن ومتابعتهن وتزويدهن بمستلزمات الفحص والأدوية بشكل مستمر حيث وصل عدد من تم تدريبهن ويعملن إلى حوالي الـ1500 متطوعة وخلال العام 2022 تم فحص أكثر من 82 ألف حالة مشتبهة وعلاج 14 ألف حالة تأكد وجود المرض لديها؛ ويسعى البرنامج إلى التوسع بشكل كبير عبر المتطوعات لتغطية مناطق المستوى الثالث.

ويضيف السادة تم تفعيل وحدات الملاريا للقيام بدورها في المكافحة والتقصي الحشري بالإضافة إلى دورها في الإشراف والإمداد وضبط الجودة في أداء المرافق الصحية في نطاقها من حيث التشخيص والمعالجة.

      

عدد المصابين بالملاريا في اليمن

بالرغم من دخول حوالي 490 مرفقا جديدا في نظام الترصد والرفع بالبيانات والتي تتركز في مناطق انتشار الملاريا؛ إلا أن مدير البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا أكد انخفاض عدد الحالات المؤكدة بشكل ملحوظ من حوالي 154 ألف حالة إلى 130 ألف حالة بالإضافة إلى 14 ألف حالة مؤكدة سجلت عبر متطوعات صحة المجتمع واللاتي أشرنا لهن سابقا.

أطفال من محافظات ريمة أثناء حملة توزيع الناموسيات عام 2021 من قبل برنامج مكافحة الملاريا

واعتبر الدكتور السادة انخفاض الحالات مؤشراً حقيقياً لتحسن الوضع الوبائي للمرض، لافتاً إلى أن عدد الحالات المقدرة سنويا وهي الحالات التي لا تسجل هو أكبر بكثير وتكمن أولوية النظام الصحي في رفع حساسية نظام الترصد لاكتشاف كل الحالات وبالتالي القدرة على علاجها والحد منها تدريجيا بشكل تدريجي.

      

إمكانية القضاء على الملاريا

لا يمكن القضاء على الملاريا في اليمن في ظل نظام صحي ضعيف لا يغطي كل السكان، حيث تفتقر مساحات جغرافية واسعة لوجود مرافق وخدمات صحية بحسب الدكتور السادة الذي أشار إلى أن الوضع الاقتصادي المتدني للبلد والمواطن يحول دون الوصول للدعم المطلوب ماليا وإداريا للسيطرة على المرض.. فالقاعدة الذهبية هي اقتصاد وطني قوي ونظام صحي قوي يغطي بخدمات فعالة جميع السكان ومدنية مخطط لها بشكل سليم هي المفاتيح لبلد خالٍ من الملاريا بل وخالٍ من الأمراض.

المختصين بالبرنامج أثناء عملية التقصي الحشري للبعوض الناقل

وعن المعوقات التي تواجه عمل البرنامج يقول الدكتور السادة ذكرت في لقاء سابق مع مجلتكم الموقرة معوقات خاصة باليمن ومعوقات وتحديات عامة ومشتركة على المستوى العالمي مثل المعوقات العامة فتتمثل في ارتفاع معدلات مقاومة البعوض للمبيدات المستخدمة في المكافحة ومقاومة طفيل الملاريا للأدوية المستخدمة في العلاج، أما المحلية فهي شحة الموارد مقارنة بالاحتياج في ظل دعم مالي حكومي متوقف وضعف أدوار القطاعات المختلفة في عمليات المكافحة وانعدام دور المجتمعات المحلية عمليات المكافحة والتخلص والوقاية من مصادر توالد البعوض الناقل بالإضافة إلى قلة الوعي في أهمية الاستخدام الدائم للناموسيات.

وأشار إلى ضعف الاستشعار بالمسؤولية تجاه كل ما يخص مكافحة المرض على مستوى مكاتب الصحة في المحافظات والمديريات والاعتماد على البرنامج وكأنه هو الطرف المسؤول الوحيد عن المكافحة والقضاء على المرض بعكس ما يجب أن يكون من شراكة تامة وتعاون وتحمل للمسؤولية.

وأشاد بالحراك الإيجابي الذي تشكل بشأن مرض الملاريا في محافظة الحديدة الذي أدى لحشد الموارد وتشارك الجهات الرسمية مع المجتمع في مكافحة المرض، وهي ظاهرة إيجابية يفترض تعميمها وتكرارها في بقية المحافظات.. مطالباً المسؤولين في قطاع الرعاية الصحية ومكاتب الصحة في بقية المحافظات المستهدفة للتوجه للعمل بنفس هذا النهج بالاهتمام والمتابعة والعمل مع البرنامج يد بيد للسيطرة والقضاء على المرض.

     

حملات الرش ومراحل التقييم

واعتبر الدكتور السادة بأن حملات الرش لجدران المنازل بالمبيد طويل الأجل من أهم طرق مكافحة النواقل وأكثرها فعالية في حماية السكان من الإصابة بالمرض.. مستدركاً للأسف لم نتمكن من توفير الدعم لتوفير المبيد والقيام بالحملة في أواخر العام الماضي 2021 وبداية هذا العام بالرغم من الرفع بطلب توفيرها من المنظمات العالمية.

التقصي الحشري لتحديد نوع البعوض الناقل وكثافته

وتتكرر عملية الرش بحسب نوع المبيد ومدة بقائه على أسطح الجدران، وحاليا يتم استخدام مبيد ذي أثر يصل بقاؤه حتى 8 أشهر ما يعني كفاية الرش مرة واحدة لتغطية موسم الملاريا التي تصل مدته إلى 9 اشهر. وكان من الأسباب الهامة التي أدت إلى انخفاض وبائية المرض خلال العام 2021م.

     

كيفية المكافحة والحد من الانتشار

يوضح مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا بقوله هناك مبادرة عالمية للتخلص من المرض مبنية على استراتيجية أن الوصول إلى صفر من الحالات يبدأ مني وهي ترجمة للعبارة الانجليزية “Zero case starts with me” ويعني أن كل فرد أو كيان أيا كانت صفته ودوره في المجتمع عليه دور في الوقاية والمكافحة والتخلص من المرض.

ولخص الدكتور ميثاق السادة أهم استراتيجيات استئصال مرض الملاريا بعدة نقاط أهمها التشخيص والعلاج المبكر للحالات لمنع وصول الطفيل للمرحلة المعدية في جسم الإنسان، وتعزيز حساسية الترصد وتدريب المختبرات على التشخيص المجهري والمتابعة المستمرة للمرافق والبيانات.

إقرأ أيضاً .. الصحة العالمية تعلن عن تحرك سريع في اليمن

بالإضافة إلى تعزيز التغطية الشاملة للسكان بالخدمات الصحية لضمان الوصول والتشخيص والعلاج المبكر لكل الحالات وخلق وعي مجتمعي بجميع الوسائل والسبل ومن خلال مشاركة كل القطاعات لمكافحة البعوض الناقل والتخلص من مصادر توالد البعوض وخفض كثافة الناقل بالرش بالمبيدات ذات الأثر الباقي في الجدران وتعزيز استخدام الناموسيات المشبعة بالمبيد للنوم تحتها بشكل يومي طوال العام.

     

خطورة الملاريا

وبحسب الإحصائيات تعتبر النساء الحوامل والأطفال دون سن الخامسة هم الفئات الأكثر عرضة لتطور المضاعفات بسبب ضعف المناعة لديهم وتزداد فرصة تطور المضاعفات وبالتالي الوفاة كلما تأخر المريض في تلقي الخدمة الصحية والعلاج. كما نسبة تطور المضاعفات وسرعة تدهور الحالات تكون أكبر عند إصابة المواطنين الذين يعيشون في مناطق خالية من الملاريا متى ما سافروا أو انتقلوا للعيش في مناطق موبوءة بالمرض.

     

أنواع الملاريا وأسبابها

ويعرّف السادة الملاريا بأنه مرض طفيلي تسببه متصورات الملاريا والتي يوجد منها 5 أنواع معروفة أهمها وأخطرها المنجلية والتي تصل نسبتها في اليمن من حيث عدد الإصابات إلى 98% تأتي بعدها الملاريا النشطة او الفيفاكس ونوع الملاريا والنوع الرابع البيضاوي والخامس والمكتشف مؤخرا ملاريا نولسي حيث ولم تسجل أي حالات من النوعين الأخيرين في اليمن حتى الآن.

ويوضح أن العدوى تنتقل من شخص مريض إلى آخر عن طريق أنثى بعوض الانوفيليس الذي يوجد ثلاثة أنواع منه في اليمن أهما الانوفيليس العربي الناقل الرئيس. وأهم أعراضه هي الحمى المتذبذبة المصحوبة بقشعريرة وتعرق شديد بالإضافة إلى وجود بعض الأعراض الشائعة كالغثيان والقيء وصداع وآلام في الظهر أو المفاصل وتشنجات وقد تصل إلى الغيبوبة إن لم يتم التلقي الفوري للأدوية المضادة للملاريا وأكثر عرضة للمضاعفات هم النساء الحوامل والاطفال دون الخامسة من العمر.. ومن من مضاعفات الملاريا فقر الدم الحاد والفشل الكلوي.

الآن.. بإمكانك الإشتراك في قناة الطبية على اليوتيوب

Exit mobile version