وزارة الصحة.. بين رعاية مرضى الغسيل الكلوي وتحايل الموردين
الطبية_وائل شرحة|
تتضاعف التحديات أمام وزارة الصحة بصنعاء من يوم لآخر، لعدة أسباب حاسمة، بدءًا بخروج 50% من منشآت الرعاية الصحية عن الخدمة بفعل الحرب، مرورا بانتشار الأمراض والأوبئة وصولاً إلى انخفاض الدعم الدولي للقطاعات الصحية ورفع بعضها من قبل المنظمات الدولية التي اعتذرت مؤخراً عن الاستمرار في دعم مراكز الغسيل الكلوي، وفقاً لمصادر المجلة الطبية.
ورغم الجهود المبذولة، إلا أن وزارة الصحة قد تجد نفسها في وضع حرج، عالقة بين الاحتياجات العاجلة لمرضى غسيل الكلى والمخاوف والمخاطر المحيطة ببعض كميات جلسات الغسيل الكلوي الموردة من قبل الوكلاء المحليين.
يزيد من الصعوبات أمام وزارة الصحة بشأن تأمين جلسات مرضى الفشل الكلوي، عدم التزام الموردين باستيراد وتوريد أجهزة ومحاليل ومستلزمات الغسيل بالمعايير والاشتراطات العالمية والمحلية، وهو ما يضع السلطات الصحية في موقف صعب يتعلق بإنقاذ قرابة (5200) محتاج للغسيل الكلوي بشكل مستمر.
قد يهمك.. صنعاء.. صفقة قد تعرض مرضى الفشل الكلوي لمخاطر صحية
في مطلع سبتمبر 2023 عقدت لجنة مكلفة من وزير الصحة الدكتور طه المتوكل للتحليل الفني ودراسة 5 آلاف عينة/جلسة غسيل تابعة لشركة (نيبرو) اليابانية والموردة من قبل إحدى الشركات المحلية المستوردة.
اللجنة التي رأسها وكيل قطاع الطب العلاجي، أكد تقريرها اختلاف الشركات المصنعة وبلد المنشأ للأصناف مع غياب الوثائق والمستندات التي تثبت بأن الأصناف الموردة منتجة من قبل الشركة الأم أو إحدى الفروع التابعة لها.
وأوضح التقرير أنه تم موافاة اللجنة بافادة صادرة من غرفة دبي (لم تحصل المجلة على نسخة منها للتأكد من صحتها) تشهد بأنه قد تم تقديم الأدلة لها والتي تؤكد أن إنتاج هذه الأصناف تم بموافقة الشركة الأم.
ووفقاً للتقرير فإن ثلاثة أصناف من أصل خمسة من الجلسات الموردة -تم انتاجها من شركات هندية تركية- لم تتوفر وثائق تثبت موافقة الشركة الأم لهذه الشركات بالتصنيع، بينما الصنف الرابع تم إنتاجه من فرع الشركة الأم في تايلاندا دون شهادة بلد المنشأ، مع توفر شهادة رقابة جودة الصنف غير مختومة أو معتمدة، بينما الصنف الخامس بلد المنشأ يعود للشركة الأم.
وأشار الرأي الفني للتقرير إلى أن أربعة أصناف تحمل العلامة التجارية للشركة الأم، بينما غابت في الصنف الخامس.
وأوصت اللجنة بضرورة توفير شهادة بلد المنشأ لكل الأصناف مع شهادات تحليل المحاليل وجودة الأصناف ووثيقة اعتماد المصانع التي تم شراء الأصناف منها، على أن تكون هذه الوثائق معتمدة ومختومة رسميا من الشركة الأم.
وأختتمت اللجنة توصياتها بطلب الوثائق والمستندات التي تؤكد أن الشركة الموردة تعد الوكيل والموزع الرسمي المعتمد لدى شركة (نيبرو) اليابانية.
اقرأ أيضاً.. صنعاء.. اجتماع رفيع المستوى لمعالجة صفقة وحدات الغسيل الكلوي
ولا شك أن هذا الوضع غير المستقر يقرع أجراس الإنذار بشأن التداعيات المحتملة على صحة المرضى، في ظل استمرار استغلال الوضع الحرج وإغراق السوق بأصناف مجهولة المنشأ، رغم حرص وزارة الصحة على توفير جلسات الغسيل للمرضى دون أي انقطاع.
ويزداد الأمر غرابة لعدم تطابق اسم الشركة الموردة لهذه الأصناف والمذكورة في محضر اللجنة الفنية مع أسم الشركة التي أبرمت معها وزارة الصحة عقد توريد لأصناف نيبرو اليابانية نهاية العام الماضي لذات الكمية التي وردت فيها الملاحظات من اللجنة، إضافة إلى كمية 40 ألف جلسة سنوياً وعلى مدى خمسة أعوم.
المجلة الطبية ولمعرفة المزيد حول مدى صلاحية ومصير هذه الكمية وتوريدها من قبل شركة، بينما العقد المبرم مع شركة أخرى- تواصلت مع المختصين بوزارة الصحة وطرحت مجموعة من الأسئلة حول ملف الغسيل الكلوي، وسيتم نشرها فور الحصول عليها.
الآن.. بإمكانك الإشتراك في قناة الطبية على اليوتيوب
Source : https://alttebiah.net/?p=23184