fbpx
فلاش3 ديسمبر 2021

أخصائي يوضح أسباب إصابة أطفال اليمن بالسرطان وينصح بـالكشف المبكر

mohammed alghobasi
2021-02-28T21:16:05+03:00
قصصنا
28 فبراير 2021آخر تحديث : الأحد 28 فبراير 2021 - 9:16 مساءً
Ad Space
أخصائي يوضح أسباب إصابة أطفال اليمن بالسرطان وينصح بـالكشف المبكر
Ad Space

رئيس قسم الأطفال في المركز الوطني للأورام الدكتور حمود هديش لـ المجلة الطبية:

– العلاج المبكّر لسرطان الأطفال يضمن فرصة أعلى للشفاء

– كلما تلقى الطفل العلاج في وقت مبكّر كانت نسبة الشفاء أعلى

 

يتعرض الكثير من الأطفال اليمنيين المصابين بالسرطان لخطر الموت بسبب عجز أهاليهم عن شراء الأدوية من السوق التجارية نظرا لارتفاع أسعارها.

وبحسب رئيس قسم أورام الأطفال في المركز الوطني لعلاج الأورام – الدكتور حمود هديش – يعاني المركز من عدم توفر معظم الأدوية التي كانت تُمنح مجانا للمصابين بالسرطان.

يأتي ذلك في ظل ارتفاع أعداد الأطفال المصابين بالسرطان من عام إلى آخر بنسبة هي الأعلى في المنطقة، مطالبا في حديثه -لـ المجلة الطبية- أهالي الأطفال ممن تظهر عليهم أعراض الإصابة بسرعة نقل أطفالهم إلى مقدمي الخدمة الصحية لإنقاذ حياتهم.

وقال “كلما تلقى الطفل العلاج في وقت مبكر كانت نسبة الشفاء أعلى”.

 

لقاء_ معين النجري |

ماهي أكثر أنواع الأمراض السرطانية التي تصيب الأطفال في اليمن؟

وفقا لإحصاءات المركز الوطني لعلاج الأورام -لعام 2019- فإن سرطان الغدد اللمفاوية يحتل المرتبة الأولى، يليه سرطان الدم، فسرطان الدماغ، ثم العظام، فالكلى, ثم سرطان العين, وسرطان الكبد، وهذا عكس الترتيب العالمي حيث يحتل سرطان الدم المرتبة الأولى, يليه سرطان الدماغ, ثم سرطان الغدد اللمفاوية.

لكننا لا نستطيع الجزم بأن هذا هو الترتيب الحقيقي لعدد ونوع السرطانات التي تصيب الأطفال في اليمن، فرغم أن المركز الوطني لعلاج الأورام هو الوحيد في الجمهورية اليمنية ويستقبل الحالات من مختلف المحافظات إلا أن هناك حالات لا تصل إلى المركز، وحالات أخرى تذهب للعلاج في الخارج، بالاضافة إلى من يتلقون العلاج في العيادات الخاصة لبعض الأطباء.

– باعتقادك ما هي أهم أسباب إصابة الأطفال بالسرطان؟

للأسف لا توجد دراسات علمية تحدد أسباب إصابة الأطفال بالسرطان في اليمن، لكننا نستطيع القول بأن هناك عدة عوامل.

– حسنا.. لنبدأ بالجانب البيئي؛ ما مدى تسبب التلوث بإصابة الأطفال بهذه الأمراض الخطرة؟

لا شك أن التلوث البيئي يلعب دورا في الإصابة بالسرطان، سواء عند الأطفال أو البالغين، غير أنه في اليمن حتى الوقت الحاضر لم تجر دراسات تحدد أنواع الملوثات البيئية ودرجة الإصابة بها وكيف يمكن الوقاية منها، لكن هناك عوامل وظروفا يتعرض لها الاطفال قد تؤدي للإصابة بالسرطان في ما بعد أو في مراحل عمرية أخرى، كتعرض بعض أطفال المزارعين للمبيدات أثناء رش المزروعات أو وضع المبيدات في المنزل مكشوفة فيتعرض الطفل لكمية هائلة من السموم قد تتسبب في إصابته بسرطان الغدد اللمفاوية في تلك الفترة أو ربما يصاب في ما بعد، وقد صادفنا الكثير من المصابين بهذا النوع من السرطان وعند الاستفسار عن حياتهم نكتشف أنهم تعرضوا للسموم الزراعية لفترات كبيرة.

– ما هو العامل البيئي الأكثر خطرا في إصابة الأطفال؟

من الصعب التكهُّن بعامل بيئي محدد للإصابة بالسرطان، فقد تجتمع عدة عوامل بيئية بالإضافة إلى الاستعداد الوراثي والتعرض المستمر لمختلف العوامل البيئية في نشوء السرطان عند الأطفال.

 مثلا بعض الدراسات وجدت ارتباطا بين الفحوصات الإشعاعية قبل الولادة للأمهات وإصابة الطفل بسرطان الدم، في حين تظهر دراسات أخرى وجود ارتباط بين الجرعات التراكمية من الأشعة المقطعية للأطفال وخطر الإصابة بسرطان الدم وأورام الدماغ.

قد يهمك..عدم التطعيم يخنق أطفال اليمن بالدفتيريا

كما أن التعرض للمواد الكيماوية كالمنتجات البترولية وغيرها قد تؤدي للإصابة بالسرطان مستقبلا، بالإضافة إلى أنه وجد ارتباط بين الإصابة ببعض المسببات الفيروسية أو ضعف الجهاز المناعي والإصابة ببعض أنواع سرطان الأطفال؛ لذلك لا يمكن بالنسبة لسرطانات الأطفال التنبؤ بعامل بيئي واحد.. الأمر يحتاج لفترة زمنية يخضع الأطفال المصابون في كل منطقة جغرافية ظهر فيها انتشار السرطان للدراسات البيئية والجينية حتى يتم تحديد تلك العوامل.

– هل هناك علاقة بين تعرض الأمهات وخاصة الحوامل لأي نوع من الظروف غير الصحية وإصابة الأطفال بالسرطان؟

بعض الأمهات يعملن في مرافق تحتوي على أجهزة أشعة وما شابه ذلك مثل الأمهات اللائي يعملن كفنيات في مراكز الاشعة التشخيصية، يجب عليهن تجنب التعرض للأشعة قدر المستطاع لأن ذلك قد يتسبب في إصابة الطفل بالسرطان.

حلويات الأطفال قد تكون خطرة على صحتهم

– ماذا عن نوعية المواد الغذائية التي يتناولها الأطفال خاصة المعلبة؟

بالفعل هناك أنواع من المواد الغذائية المعلبة قد تحتوي على مواد حافظة مسرطنة، مثل بعض حلويات الأطفال التي تباع في الشوارع والمحلات وتحتوي على مواد حافظة ومواد ملونة وتباع بطرق عشوائية، ومع الأسف هذه السلع تستهوي الأطفال ويجهل الأهالي مخاطرها، وهنا ننصح الأهالي بتجنيب أطفالهم تناول مثل هذه الحلويات.

– ماذا عن استخدام الأطفال لبعض الأجهزة الالكترونية؟

Ad Space

نعم.. إن بقاء الأطفال أيضا لأوقات طويلة أمام شاشات الاجهزة الالكترونية مثل التلفونات والالواح الالكترونية قد يكون سببا في إصابتهم بالسرطان، وربما يصاب في وقت لاحق.

– تحدثت الكثير من الدراسات عن أسباب وراثية ما هي نسبة الإصابة بسبب العوامل الوراثية؟

هناك دراسات ربطت بين العوامل الوراثية وإصابة الأطفال بالسرطان، صحيح ان النسبة ليست كبيرة لكنها تظل أحد الأسباب، فمثلا يعتبر الأطفال المولودون بمتلازمات مرضية (مثلا متلازمة داون) الأكثر إصابة بأورام سرطانية محددة نتيجة خلل جيني أو طفرات جينية.

– كيف يمكن تجنيب الأطفال الإصابة بالسرطان لعوامل وراثية؟

للأسف لا يمكن ذلك.. فهذا يقتضي القيام بدراسات جينية معقَّدة ومكلِّفة لكل فرد وملاحظة لفترة زمنية طويلة، لكن عند اكتشاف بعض الأورام السرطانية في العائلة لا بأس من استشارة مختص في علم الجينات والوراثة لدراسة العوامل الوراثية المسببة للسرطان في هذه العائلة.

وفي حالة اكتشاف متلازمة وراثية عند أحد أفراد الأسرة فهذا يستدعي اخضاعه للمراقبة المتكررة والفحوصات حتى يمكن اكتشاف أي سرطان قد يظهر مبكرا بحيث يسهل علاجه مبكرا، كما أنه ينبغي حمايته من التعرض للعوامل البيئية المختلفة وكذا العادات والسلوكيات التي قد تساهم في تسريع ظهور السرطان مبكرا، ولأنه بالإمكان أن يرث بعض أفراد الأسرة الآخرين الطفرات الجينية فيجب القيام بإجراء الفحوصات الجينية التي يحتمل تواجدها في هذه الاسرة.

 – من بين الأطفال المصابين بالسرطان؛ ماهي النسبة التقريبية للمصابين نتيجة العامل الوراثي؟

يعتقد أن نحو 8 – 10 % من حالات سرطان الأطفال ناتجة عن أسباب وراثية غير أنه ليس بالضرورة أن أي شخص لديه متلازمة وراثية يُصاب بالسرطان.

أخصائي يمني ينبه الأهالي ويوضح أهم عوامل إصابة الأطفال بالسرطان
د. حمود هديش.. رئيس قسم الأطفال في المركز الوطني للأورام

الكشف المبكر يعزز نسبة الشفاء

– إلى أي مدى يمكن للكشف المبكر أن يساهم في علاج الطفل؟

الكشف المبكر لسرطان الأطفال يتعلق بوعي فئات أخرى، أولهم الكادر الصحي، وهنا اقصد العاملين في الرعاية الصحية الاولية التي يلجأ لها الأهالي عند إصابة الطفل بأي مشكلة صحية، مثل مقدمي الخدمة في المراكز الصحية ومساعدي الأطباء والأطباء “تخصص عام” في مناطقهم.

هذه الفئة يجب أن تكون ملمة بأعراض الإصابة بالسرطان عند الأطفال حتى يصل الطفل الى المتخصصين بعلاج الأمراض السرطانية في وقت مبكر، إذ كلما تم اكتشاف إصابة الطفل مبكرا كانت نسبة الشفاء أعلى والعكس صحيح.

إقرأ أيضاً..وزارة الصحة تعلن نتائح تقييم المستشفيات الخاصة

أيضا باقي الأطباء في مختلف التخصصات، أحيانا لا يتنبهون إلى أن الطفل يعاني من أعراض الإصابة بالسرطان ويستمرون بتقديم الأدوية له حتى يصل المرض الى مرحلة متقدمة ما يجعل نسبة الشفاء ضئيلة.

مثلا هناك أنواع من الإصابات كسرطان العين يمكن اكتشافه من قبل الأهالي أو أي طبيب من خلال ملاحظة الطفل بعد الولادة، إذ يمكن للأم أو أحد الأقارب أو طبيب الأطفال أن يلاحظ الإصابة مبكرا، لكن للأسف كثيرا ما يصل الطفل إلينا متأخرا.

– بشكل عام كم نسبة الشفاء عند الأطفال من مرض السرطان؟

تختلف نسبة الشفاء بحسب وضع انتشار المرض عند اكتشافه وبدء العلاج بالإضافة إلى نوع السرطان، حيث تصل نسبة شفاء بعض الأمراض إلى 100% وبعضها 95% وسرطانات اخرى تصل نسبة الشفاء إلى 85% وهناك أنواع أخرى تكون نسبة الشفاء أقل من ذلك، لكن في كل الأحوال كلما وصل الطفل إلى المتخصصين وبدأ العلاج مبكرا كانت نسبة الشفاء من السرطان أعلى.

هذا بالإضافة إلى أن قدرة الأطفال على تحمُّل العلاج أكبر من قدرة البالغين، لذا ننصح الأهالي ممن يعاني أطفالهم من الإصابة بأي نوع من السرطان سرعة إيصالهم إلى المختصين ليحصلوا على العلاج المطلوب مع الحرص على الاستمرار في العلاج حتى آخر مرحلة.

يشكو بعض أهالي الأطفال مؤخرا من عدم توفر الأدوية أو ارتفاع أسعارها في السوق ما قد يؤدي إلى توقف العلاج ما هو السبب؟

المركز الوطني لعلاج الأورام هو المركز المرجعي الوحيد في الجمهورية والكثير من المرضى يأتون لعلاج أطفالهم في المركزمن مختلف المحافظات، ومع هذا يوفر المركز جميع الخدمات الطبية مجانا، وفي الفترات السابقة كان يتوفر لدى المركز جميع الأدوية ويقدمها مجانا للمرضى، أما الآن وبسبب الظروف التي يمر بها البلد فإن الكثير من الأدوية لم تعد متوفرة.. أحيانا تتوفر بكميات قليلة جدا، وبعض الأدوية معدومة تماما، ما يعني أن على الأهالي شراء الأدوية من السوق وهنا تكمن المعضلة لأن أسعار أدوية السرطان مرتفعة جدا.

– هل يعني هذا أن هناك من يتوقف عن العلاج بسبب ارتفاع أسعار الأدوية؟

مع الأسف الشديد هذا ما يحدث، الأسعار مرتفعة جدا وهناك من لا يستطيع تحمل تكاليف توفير الدواء لطفله المصاب بالسرطان ويتوقف العلاج.

– ماذا عن حجم الكادر والأجهزة الطبية.. هل هي متوفرة بمستوى يلبي الحاجة؟

في السابق كان المركز يمتلك نسبة جيدة من الكادر وكان الكثير من الأجهزة الطبية تعمل بشكل مُرْضٍ -إلى حد ما- لكن بسبب الظروف التي مرت وتمر بها البلاد لم نعد نمتلك الكادر الكافي لمواجهة أعداد المرضى الذي يزيد كل عام، والكثير من الأجهزة أصبحت قديمة وبعضها خرجت عن الخدمة ولم تعد تعمل.

– قلت أن عدد المرضى يزيد كل عام، ماهي نسبة الزيادة؟

نعم.. الزيادة كبيرة، فمثلا استقبل المركز عام 2019 أكثر من 700 حالة جديدة وهذه مقارنة بعدد الإصابات في دول منطقة الشرق الأوسط كبيرة جدا، بينما استقبل المركز في عام 2018 حوالي 600 أو أكثر بقليل وفي عام 2017 كان العدد أقل.

أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب

Ad Space
Ad Space
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Ad Space