fbpx
فلاش3 ديسمبر 2021

في زمن كورونا.. اليمنيون بين الاشتباه والتأكيد!

mohammed alghobasi
2021-06-07T17:22:20+03:00
فلك الطبيةقصصناكورونا
29 أبريل 2021آخر تحديث : الإثنين 7 يونيو 2021 - 5:22 مساءً
Ad Space
في زمن كورونا.. اليمنيون بين الاشتباه والتأكيد!
Ad Space

في زمن كورونا.. اليمنيون بين الاشتباه والتأكيد!

 

المجلة الطبية_ نسيم الرضا | 

أصيبت السبعينية ميلاد بالتهاب تنفسي حاد “أحد أعراض كوفيد 19 ” وبعد مرور عشرة أيام توفيت لتضع جيرانها في حيرة حول ما إذا كانت قد ماتت بعدوى فيروس كورونا أم بسبب ارتفاع مفاجئ لضغط الدم الذي تعاني منه.

رحلت ميلاد تاركة لأبنائها الخمسة مهمة إقناع الجيران في مديرية التعزية بمحافظة تعز ( 256 كم جنوب غرب  صنعاء ) بأن للموت أسبابا كثيرة محتملة وكورونا سبب مستحيل ليقتل والدتهم  ميلاد التي كانت محبة للحياة وجسدها يقاوم أمراض  السكر والضغط وهشاشة العظام المزمنة.

هاجس الموت بكورونا دفع ابنها عمر -43 عاما- بعد سماع خبر الوفاة إلى مغادرة العاصمة صنعاء وتوجه إلى تعز قاطعا رحلة سفر طويلة استمرت 15 ساعة، تجرع خلالها مغبات السفر ووعورة الطريق التي فرضتها تداعيات الصراع والحرب في اليمن.

يقول -لـ المجلة الطبية- “لقد طلبت من إخوتي تأجيل الدفن حتى أصل” وهذا ما حدث ليبدأ بعدها في الاستماع إلى رواياتهم عما عانته والدتهم قبل وفاتها وتوقعاتهم لأسباب الوفاة، والتي كانت تشير جميعها إلى أعراض ومضاعفات كورونا.

قد يهمك..الملاريا في اليمن.. تهديد ضاعفته الجائحة

تتفشى موجة جديدة من فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 في محافظة تعز ثالث المدن اليمنية من حيث الكثافة السكانية ويمثل سكانها 12.16% من إجمالي السكان بحسب إحصائيات تعداد عام 2004م.

 حيث كشف مدير مكتب الصحة العامة والسكان التابع لحكومة عدن بمحافظة تعز الدكتور راجح المليكي -في مؤتمر صحفي عقده مطلع الشهر الجاري- أن عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في المحافظة خلال الفترة من 24 فبراير وحتى 4 أبريل من العام الجاري بلغت 456 حالة مؤكدة و57 حالة وفاة بينهم 3 أطباء، مشيرا إلى أن الموجة الأولى من الفيروس أسفرت عن إصابة 331 شخصاً ووفاة 81 آخرين خلال العام الماضي.

 1 - المجلة الطبية

التهاب تنفسي..

غيب الموت الثمانيني علي مهيوب -اسم مستعار- بعد معاناة من أعراض كورونا دامت أسبوعين في صنعاء.

وتقول ابنته أمل أن والدها تعرض لجلطة دماغية قبل شهور وأصيب بعدها بأنفلونزا وتدهورت حالته وشعر بضيق في التنفس فتلقى العناية الطبية في المنزل بعد رفض المستشفيات بصنعاء استقباله.

 وتسبب الموت بمضاعفات الالتهاب التنفسي في حرمان شقيقة مهيوب من حضور مراسم العزاء بعد أن منعها أبناؤها خوفا عليها من التقاط عدوى الفيروس من أي شخص.

وسمحوا لوالدتهم السبعينية بإلقاء نظرة على الجنازة من نافدة سيارة ابنها التي أوقفها على بعد أمتار من منزل شقيقها.

وبرر ابنها تصرفه بأن الفيروس منتشر في صنعاء ووالدته تعاني من الضغط والسكر وأمراض الشيخوخة المزمنة ومناعتها ضعيفة وسريعة الإصابة بأي عدوى فيروسية أو بكتيرية.

 وتعتقد أمل -في حديثها لـ المجلة الطبية- أن الاحترازات التي اتخذها أبناء عمتها عند توديعها لشقيقها كان مبالغ فيه وغير متوقعة.

تأكيد.. اشتباه؟

تفصح حالات الوفاة بالالتهابات التنفسية والإصابات المتفاوتة بأعراض الفيروس التاجي -التي رصدت بعضها المجلة الطبية- عن خوف الشارع اليمني من تفشي موجة ثانية من فيروس كورونا.

  ففي حين تحذر حكومة عدن من انتشار متسارع لأعداد المصابين بالفيروس  وتؤكد  عبر نشر اللجنة العليا لمواجهة الطوارئ بعدن في صفحتها بتويتر ارتفاع  الإصابات بالفيروس التاجي والتي بلغت حتى التاسع من رمضان 5960 حالة إصابة  منها 2309حالات شفاء و1147 حالة وفاة .

 إقرأ أيضاً..السادة يوضح القاعدة الذهبية ليمن خال من الملاريا

 تؤكد وزارة الصحة العامة والسكان بصنعاء وجود حالات “اشتباه “من خلال تعميم أصدرته في 14 مارس/آذارالماضي وجهته لهيئات ومدراء عموم المستشفيات يفيد أن نتائج الفحوصات المخبرية لبعض الحالات أظهرت “اشتباه” بفيروس كوفيد -19 ووجهت بتخصيص غرف طوارئ خاصة ورفع جاهزية استقبال الحالات.

وتلتزم وزارة الصحة بصنعاء قاعدة ” لا تهوين ولا تهويل ” منذ الموجة الأولى العام الماضي حيث يوضح الناطق الرسمي باسم الوزارة بصنعاء الدكتور نجيب القباطي -لـ المجلة الطبية- أن الوضع الصحي لا يستدعي التصريحات الصحفية خاصة مع وجود أولويات ملحة مثل الوضع الإنساني المتدهور.

Ad Space

خوف من تفشي الفيروس

تابعت المجلة الطبية موجة تكهنات تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي حول تفشي الفيروس وطلب الاستشارات الطبية الخاصة بطرق التعامل مع أعراضه في موجته الثانية ودعاء بالشفاء لمرضى مصابين بالتهابات تنفسية حادة يشتبه أنها أعراض للفيروس.

 وتتناقض الآراء حول “التهوين والتهويل ” فيما تحولت صفحات الفيس بوك إلى “حائط مبكى” بعد تزايد عدد الوفيات منذ مطلع مارس الماضي.

تقول الثلاثينية هيام علي أنها عانت من أعراض كورونا واستعانت بالطب البديل وبعض مخفضات الحرارة والمسكنات.

وتلمح هيام – في حديثها لـ المجلة الطبية- إلى خوفها من تضاعف أعراض المرض حينها، بعد أن فقدت حاسة الشم والطعم فكثفت من الاهتمام بتغذيتها واستشارة الأطباء والحفاظ على رفع معنوياتها.

وحرصت على البقاء في المنزل واتخاد الإجراءات الاحترازية حتى تم لها الشفاء التام من أعراض كورونا.

 الشاشة 2021 04 29 005206 - المجلة الطبية

أخبار انتشار الجائحة وتناقل أسماء ضحايا في وسائل التواصل الاجتماعي دفعت البعض إلى اتخاذ اجراءات استباقية خوفا من فرض حظر تجوال أو ما شابه ذلك، منها ما قام به جمال عوض -34 عاما- عندما سارع إلى شراء أغذية معلبة بمبلغ 500 ألف ريال يمني، ما يقارب 860 دولارا ومجموعة فيتامينات ومكملات غذائية ومسكنات تجاوزت 100 ألف ريال تحسباً لاضطراره للبقاء في المنزل وعدم مغادرته.

واعتبر أن “الأمن الغذائي والصحي “من الأولويات في حال إعلان حظر التجول.

 تشابه الأعراض

تقول طبيبة الأنف والأذن وحنجرة الدكتورة أمل الحاج -لـ المجلة الطبية- أن تأكيد الإصابة بفيروس كورونا المستجد تتم عبر الفحص المختبري للمريض وتعرضه لمضاعفات الوباء العالمي

ولفتت إلى أن فترة الانتقال بين فصلي الربيع والصيف وتغير حالة الجو سبب في انتشار الأنفلونزا الموسمية التي لا تختلف أعراضها عن أعراض كورونا، موضحة أن فقدان حاستي الشم والطعم يعتبر سمة رئيسية للأنفلونزا المنتشرة هذا العام بين المرضى ولا تمثل بالضرورة مؤشرا للإصابة بالفيروس لكنها من أعراض الالتهابات التنفسية.

وأوضحت الحاج أن أعراض كورونا تنقسم إلى أعراض شائعة مثل الحمّى، السعال جاف والإرهاق.. والأعراض الأقل شيوعًا مثل آلام وأوجاع والتهاب الحلق والتهاب الملتحمة وصداع وفقدان حاسة التذوق أو الشم وأحيانا طفح جلدي وإسهال، أو تغير في لون أصابع اليدين أو أصابع القدمين.

وتلخص الأعراض الخطيرة بصعوبة أو ضيق في التنفس وألم أو ضغط في الصدر وفقدان القدرة على الكلام أو الحركة وهو ما يستوجب عناية طبية فورية، مشيرة إلى أن ظهور أعراض العدوى تستغرق في المتوسط 5-6 أيام منذ إصابة الشخص بالفيروس، ولكن قد يستغرق ظهور الأعراض حتى 14 يومًا.

وقدمت الدكتورة الحاج عدداً من النصائح للحفاظ على الصحة من الإصابة بالأنفلونزا أو كورونا من خلال تغطية الأنف والفم بمنديل ورقي عند السعال والعطاس والتخلص منه في سلة المهملات.

إضافة إلى غسل اليدين كثيرا بالماء والصابون وتجنب لمس العينين والأنف والفم وتجنب الاتصال اللصيق مع المرضى.

تحذيرات دولية

  من جانبها حذرت المنظمات الدولية من تفشي موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد في اليمن وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من تضاعف عدد الإصابات.

 وأكدت عبر موقعها الالكتروني في التاسع من الشهر الجاري أبريل/نيسان أن حالات الإصابة المؤكدة بكوفيد- 19 منذ بداية الجائحة تجاوزت خمسة آلاف حالة مؤكدة.. وتضاعف هذا الرقم في شهر واحد فقط ما يشير إلى تضاعف خطير ومقلق للفيروس “.

فيما نبه بيان لمنظمة أطباء بلا حدود أصدرته أواخر الشهر الماضي الى تسجيل ارتفاع حاد في أعداد المصابين في اليمن بمرض كوفيد- 19والذين يعانون من حالات حرجة.

 في حين حذر مدير مكتب منظمة أوكسفام للإغاثة باليمن محسن صديقي في بيان أصدره أواخر مارس الماضي، من تداعيات موجة ثانية من وباء كورونا في اليمن.

وأشار الى “ارتفاع حاد في أعداد الذين ينقلون إلى منشآت الرعاية الصحية ويعانون من أعراض خطيرة”.. لافتا إلى أنه في ظل قلة عدد الفحوصات لا يمكن تحديد الحجم الحقيقي للمشكلة.

رصــــــد

رصدت “المجلة الطبية” مخاوف محلية ودولية من تفشي موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد في اليمن بعد موجة أولى وصفها تقرير نشرته قناة الحرة الأمريكية في موقعها أواخر العام الماضي ” باللغــز” في البلد الذي مزقته الحرب وانتصر على الفيروس واستطاع أفقر بلد في الشرق الأوسط النجاة من الوباء الذي فتك بأكبر دول العالم.”

أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب

Ad Space
Ad Space
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Ad Space