fbpx
فلاش3 ديسمبر 2021

المتعايشون مع السكر.. ثلاثة أوجه للمعاناة

mohammed alghobasi
2021-12-04T20:03:36+03:00
فلك الطبيةقصصنا
4 ديسمبر 2021آخر تحديث : السبت 4 ديسمبر 2021 - 8:03 مساءً
Ad Space
المتعايشون مع السكر.. ثلاثة أوجه للمعاناة
Ad Space

الطبية_ محمد العزيزي|

إنها السنوات الأصعب في رحلة السبعيني قائد عبدالله الأمير مع السكري خلال عشرين عاما من التعايش، لم يمثل خلالها المرض بحد ذاته مشكلة كبيرة، فقد أتقن التعامل معه، لكن أمرا آخر عقّد سير حياته مؤخرا.

يقول الأمير -لـ المجلة الطبية- “المشكلة بدأت في السنوات الأخيرة بسبب عدم توفر الأنسولين بشكل دائم كما كان في السابق” وعند توفره في السوق يباع بأسعار مرتفعة بالكاد يستطيع توفيرها، وحينما يكون محظوظا في تدبير قيمة الدواء لا يجد مكانا للاحتفاظ به في درجة حرارة معينة بسبب انقطاع الكهرباء وتوقف أجهزة التبريد المنزلية.

سلسلة مشاكل تتوالد في حياة المتعايشين مع السكري دفعت البعض لابتكار حلول مؤقتة كما يفعل عبدالرحمن الأديمي من أجل الحفاظ على الأنسولين باردا.

يحتفظ الأديمي بالدواء الخاص بزوجته المتعايشة مع السكري منذ عشر سنوات في حافظة يدوية “ترمس” إلى جوار قطع من الثلج، لكن الأمر يتعذر عليه أحيانا ما يضطره إلى وضع الدواء في ثلاجة أحد الجيران ممن يمتلكون تيارا كهربائيا مستمرا.

قد يهمك..وفاة 8 آلاف امرأة في اليمن ونحو 100 ألف مولود سنوياً

ويقول -لـ المجلة الطبية- ” أحيانا نشعر بالحرج من الجيران فنحتفظ بالدواء في ثلاجات السوبر ماركت أو البقالات المجاورة” ، الشعور بالحرج دفع الخمسينية سميرة شمسان لابتكار طرق بدائية في الحفاظ على الأنسولين باردا، عندما تلفُّ الأدوية بقماشة مبللة بالماء البارد، ومكعبات الثلج.

وبحسب حديثها -لـ المجلة الطبية- فان شراء الثلج بشكل يومي أمر مرهق لميزانية الأسرة، كما أن هذه الطريقة تحتاج إلى التركيز والانتباه المستمر، خاصة وهي تشتري كمية من الدواء تغطي احتياجها لشهرين وأحيانا لثلاثة أشهر، تضطر شمسان لشراء هذه الكمية بسبب تقلب أسعار الأنسولين واختفائه فترات من السوق.

photo 2021 12 04 18 58 06 - المجلة الطبية

معركة يومية يخوضها مرضى السكر في اليمن، على ثلاثة محاور، ابتداء بعملية ضبط نسبة السكر، ثم الكفاح من أجل توفير قيمته في ظل عدم توفر الدواء بشكل وسعر ثابت، وانتهاء بالبحث عن مكان للاحتفاظ بالأنسولين باردا عند درجة حرارة معينة بسبب انقطاع الكهرباء منذ بداية الحرب عام 2015.

ورغم أن عددا من الأخصائيين أكدوا ارتفاع عدد المصابين بالسكري في السنوات الأخيرة نتيجة الحرب والضغط النفسي والتدهور الاقتصادي بالإضافة إلى عوامل أخرى، لا توجد إحصائية دقيقة بعدد المتعايشين مع السكر ويظل العدد خاضعا للتقديرات.

ويقدر أطباء الغدد والسكري نسبة المصابين في اليمن بين 10 و 12% من إجمالي عدد السكان، ما يعني وجود أكثر من مليون ومائتي ألف مصاب من بين 25 مليون مواطن يمني هم إجمالي عدد السكان وفقا لآخر إحصاء رسمي للحكومة.

وفي محاولة لتخفيف معاناة المتعايشين مع السكري اعتمدت وزارة الصحة في صنعاء برامج تتيح للمرضى الحصول على الدواء مجانا من الصيدليات المركزية التابعة للوزارة، غير أن مواطنين أكدوا أن أصنافا عديدة من أدوية السكر غير موجودة في تلك الصيدليات.

وفي هذا السياق يصف رئيس الجمعية اليمنية لمرضى السكري الدكتور زايد عاطف معاناة مريض السكري من أجل الحصول على أدوية بالشديدة، مؤكدا -في تصريح لـ المجلة الطبية- أن عدد الذين يحصلون على الأنسولين مجاناً قليل جداً مقارنة بعدد المصابين.

وأفاد بان غالبية المرضى يشترون الدواء من السوق بأسعار باهظة”، مشيراً إلى أن أدوية السكري انعدمت تماماً مع بداية الحرب أما اليوم فهي متوفرة بعد دعم المنظمات الدولية، حد قوله.

photo 2021 12 04 18 58 19 - المجلة الطبية

Ad Space

إقرأ أيضاً..أخصائي جراحة قلب يؤكد إمكانية تجنب مخاطر مقاومة المضادات الحيوية

 ما قاله الدكتور عاطف عن معاناة المرضى عاشته الستينية نميم شمسان صالح التي تعود للمرة الثالثة من الصيدلية المركزية دون دواء بعد أن أخبرها الموظفون في البرنامج أنه ليس لديهم أنسولين.

تتردد شمسان على الصيدلية كل أسبوع في محاولة للحصول على جرعة لكنها تعود إلى منزلها خالية اليدين منذ شهر، ما يدفعها لبيع بعض المقتنيات الخاصة لشراء الأنسولين من صيدليات تجارية.

وتؤكد نميم صالح -لـ المجلة الطبية- أنها لم تكن حينها تعرف معنى المرض أو مضاعفاته الخطيرة، كما أنها لا تعرف شيئاً عن النظام الغذائي الذي يجب أن يلتزم به المريض، مضيفة: “نحتاج إلى دواء خاص وطعام خاص وتعامل مختلف وهذه أمور مرهقة خاصة مع هذه الظروف الاقتصادية الصعبة”.

 نميم واحدة ضمن الكثير من المرضى اصطفوا الشهر الماضي في طابور انتظار طويل لساعات أمام الصيدلية المركزية أملاً في الحصول على جرعات أنسولين.. وقد انتهى الأمر ببعض كبار السن منهم بفقدان الوعي تحت أشعة الشمس، وهذا ما دفع الأربعيني سعيد غالب لعدم اصطحاب والدته المتعايشة مع السكر إلى الصيدلية.

غالب نزح إلى صنعاء في ظروف اقتصادية متدهورة لذلك يأتي إلى الصيدلية المركزية للحصول على دواء السكر لوالدته، ويقول أكثر من مرة يخبرونا بأن الأنسولين متوفر ويصبح علينا شراؤه من صيدليات خاصة وبأسعار باهظة.

يقول المسؤول في الإمداد الدوائي بوزارة الصحة محمد الكميم أن الرصيد المتوفر لدى الوزارة حاليا من دواء الأنسولين 150 ألف فيالة فقط، وهي كمية لا تكفي لإمداد الأعداد الكبيرة للمرضى لهذا العام.

 وأكد -لـ المجلة الطبية- أن الوزارة تصرف الأنسولين مجانا نتيجة صعوبات إدخاله إلى اليمن وإحجام وكلاء الدواء عن توفيره منذ إغلاق منافذ اليمن.

عدم توفر أدوية السكر في الصيدليات المركزية وارتفاع أسعارها في الصيدليات التجارية تدفع بالكثير من المواطنين لاستخدام أدوية رخيصة، ويشتكي مرضى من  أنها غير فعالة في خفض مستوى السكر في الدم بالشكل المناسب، معتقدين أنها قد تكون تعرضت لظروف غير ملائمة أفقدتها فعاليتها.

ووفقا لنائب رئيس مركز علاج مرضى السكري الدكتور عبد الكافي الحداد، فإن أحد أبرز أسباب تدهور أوضاع مرضى السكري في اليمن يعود إلى كون الأدوية تصل إليهم وقد تأثرت فاعليتها بسبب ظروف نقلها براً وليس جواً، لافتاً إلى المعاناة الإضافية التي يحملها المرضى جراء إغلاق مطار صنعاء الدولي الذي أدى إلى نقل الأنسولين براً وجعل منه عرضة لظروف نقل بطيئة وتخزين غير مستقر ما يفقده جزءاً من فاعليته وجودته.

photo 2021 12 04 18 58 25 - المجلة الطبية

 وهنا يقول الدكتور الصيدلي بسام عبدالله نحن نحتفظ بالأنسولين في ثلاجة داخل الصيدلية لكننا لا نعرف طريقة تخزينه قبل أن يصل إلينا، كما أن الأنسولين له صناعات مختلفة، ويضيف “علاج السكر الفموي كثير وله شركات كثيرة وهناك أصناف محلية الصنع وهي فعالة للمصابين بداء السكري من النوع الثاني”.

يوافقه الرأي الدكتور سليمان سرحان -مندوب علمي لإحدى الشركات الدوائية- عندما أوضح أن علاج الأنسولين يصل إلى الصيدلية عبر وكيل ، وبدوره يحفظه الصيدلي في ثلاجة مخصصة لهذا الغرض، بينما لا تحتاج الكبسولات إلى تبريد ويتم حفظها في مستوى جو الغرفة.

في سياق مختلف تبين استشارية علاج السكر والغدد الصماء الدكتورة بثينة الشرفي أن علاج السكري “الأنسولين” بعد فتحه واستخدامه لا يحتاج للحفظ في ثلاجات، مؤكدة -لـ الطبية-  أنه يظل في جو الغرفة العادية أي بدرجة الغرفة ولا قلق بالنسبة لبقائه خلال الاستعمال في الجو العادي.

الآن.. بإمكانك الإشتراك في قناة الطبية على اليوتيوب

أنجزت هذه المادة في إطار حملة #السكر_يمكنك_إدارته، التي أطلقتها “المجلة الطبية” للتوعية بمرض السكر ، بالشراكة مع (شركة النهدي الطبية، وشركة إخوان بعوم ومصنع بيوفارم للصناعات الدوائية الحيوية، وشركة المدار فارما، وشركة أيمن فارما للاستيراد).

Ad Space
Ad Space
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Ad Space