fbpx
فلاش3 ديسمبر 2021

مستشفيات بلا طوارئ

معين النجري
2019-05-29T02:53:29+03:00
تشخيص
13 مايو 2019آخر تحديث : الأربعاء 29 مايو 2019 - 2:53 صباحًا
Ad Space
مستشفيات بلا طوارئ
Ad Space
معين النجري

لكي تموت خلال خمس دقائق يجب ان تدفع 500 الف ريال ، ثم تشكرنا لأننا قمنا بالعمل على اكمل وجه.
هكذا تفعل العديد من المستشفيات في صنعاء، خاصة في اقسام الطوارئ التي لا تمتلك ادنى حدٍ من الإمكانيات المطلوبة في قسم يستقبل أُنَاسَاً يصارعون الموت.
فهل أخبر أحدكم مالكي المستشفيات أن مهمة هذه الأقسام هي تيسير الموت وان الطبيب المناوب هناك ليس إلا المساعد الرسمي لعزرائيل.
هناك في اقسام الطوارئ يتم انتهاك حقك في الحياة وهو أهم وأكبر الحقوق التي كفلتها لك الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والعُرف والقبيلة والإنسانية.
في تلك المساحة الضيقة التي اختارتها مستشفيات عديدة لتكون طوارئ ، يذل المواطن اليمني و تهان كرامته وهو في لحظات لا يستطيع الدفاع فيها عن نفسه، اللحظات الفارقة بين الحياة والموت، حيث لا يدخل الطوارئ إلّا من كان بحاجة الى انقاذ حياة ، وبدلا عن ان يجد هناك من يساعده على انقاذ حياته, يجد من يستخدم هذه اللحظات الحرجة لابتزازه والتكسب منه، ليس ذلك فحسب ،انهم يقترفون هذا العمل البشع في الوقت الذي لا يقدمون المساعدة المرجوة ، إما لأن الطبيب المناوب لا يعي ما تعني حياة المريض له ولأسرته او لأن المستشفى لم يُجَهِّز هذا القسم بما يجب ان يكون حتى يتمكن القائمون عليه من تقديم خدماتهم كما يجب.
في طوارئ المستشفيات اليمنية قصصٌ و مآسٍ وأحزانٌ وخيبات كبرى وجرائمٌ يجب ان لا يستمر عرضها … يجب ان تتوقف بعز عزيز و بقوة قادر .
إن الشكوى والنصح والمكاتبات والتوصيات لم تُجْدِ مع تجار الطب ومستثمريه، لذا يجب ان تكون هناك إجراءات حقيقية صارمة وواضحة تعيد للمريض اعتباره الإنساني وتجبر هؤلاء التجار على تحسين وتجويد بضاعتهم ، على الأقل بما يوازي حجم المبالغ التي يدفعها في هذا القسم .
نعم .. اعرف ان المستشفيات في اليمن مجموعة من المصائب لكن هذا لا يعني ان نتقبلها ولا نعمل على إصلاح ما أفسده الدهر ما دام بالإمكان إصلاحه … واذا أردت ان تصلح حال المستشفيات فعليك ان تبدأ من طوارئ المستشفيات ، فاذا نجحت في تحويلها الى مرافق صالحة للاستخدام الآدمي وقادرة ومؤهلة للقيام بعملها كما يجب فانت تضع قدمك على أول خطوة صحيحة في طريق إصلاح الطب في بلد المرضى.
وباعتبارنا نعيش وضعاً استثنائياً بسبب الحرب و حاجة الناس للمستشفيات وخاصة أقسام الطوارئ تتضاعف في فترات الحروب فإنه من المناسب جدا ان يبدأ القائمون على الصحة في مراجعة وتقييم هذا المرفق المهم وإجبار القائمين على المستشفيات على إعادة تأهيله.
أنا لا اعتقد أن القائمين على المستشفيات يجهلون وضع الطوارئ المزري في مستشفياتهم، ولذا يجب اجبارهم .. نعم اجبارهم على تحسين الخدمات.
ثمة موضوع آخر له علاقة بطريقة وكيفية تعامل المستشفيات مع الأمراض في الحالات الطارئة سنناقشه في العدد القادم.

Ad Space
Ad Space
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Ad Space