د. أيمن مذكور
عند إعلان حالة الطوارئ الصحية في أي بلد تقوم السلطات الصحية بإعداد استراتيجيات وخطط لإدارة حالات الطوارئ الصحية والتي يجب ان تكون مرنة وتحتوي على أكثر من سيناريو (خطة أ ، ب، ج) ويتم استخدام السيناريو أو الخطة المناسبة طبقا للوضع الميداني الطارئ مع الأخذ بعين الاعتبار مراجعة هذه الخطط وتعديلها كل فترة بما يتناسب مع الوضع القائم في الميدان.
يجب على وزارة الصحة أو لجنة إدارة الأزمة أو الطوارئ أن تقيم الوضع الراهن للخدمات الصحية وهذا يشمل نقاط محددة :-
1- حصر شامل لجميع المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية الحكومية والخاصة والتجهيزات المتوفرة فيها وسعتها السريرية حتى تستطيع أن تحدد هل ستحتاج اثناء الطوارئ إلى انشاء او استخدام مبانٍ أخرى وتجهيزات اضافية.
تصريحات خاصة للدكتور مقبولي ووزير الإعلام تكشف الخطوات الرسمية لمواجهة كورونا
2- حصر جميع الكوادر الصحية في البلد وتحدد بياناتهم في كل المحافظات والمناطق، حتى تتمكن الوزارة من استدعائهم للخدمة الطبية عند الاحتياج.
3- حصر للكميات والأصناف من أدوية ومستلزمات طبية وأجهزة الموجودة حاليا في مخازن الوزارة أو المستشفيات والمراكز الحكومية أو الخاصة على مستوى كل محافظة ومنطقة حتى تعرف السلطات المعنية هل ستحتاج لاستيراد أو شراء أدوية ومستلزمات وأجهزة أخرى وما كمياتها.
————————————————————————
الأهداف الرئيسية لوضع استراتيجية وطنية هي الوقاية من انتشار الوباء او على الاقل التخفيف من آثاره الصحية والاقتصادية والاجتماعية وتعزيز قدرات الاستجابة والتعافي منه.
خبراء الادارة قاموا بتقسيم حالات الطوارئ او الكوارث الى ثلاث مراحل رئيسية بحسب الترتيب الزمني وهي:
الأولى: مرحلة التأهب والاستعداد.
الثانية: مرحلة الاستجابة للطوارئ.
الثالثة: مرحلة التعافي.
مرحلة التأهب والاستعداد
وهي المرحلة التي تسبق الكارثة مثل انتشار وباء في دول الجوار ولكن لم يدخل الفيروس المسبب للوباء الى البلد وتعتبر من المراحل المهمة جدا والتي خلالها تستطيع الحكومة اتخاذ الاجراءات والتدابير والانشطة الضرورية قبل انتشار الوباء وهذه الإجراءات تمثل ما يلي:
تكليف فريق مركزي في المحافظات لإدارة مرحلة الطوارئ الصحية يضم الجهات المعنية وتحديد مهام وأدوار كل جهة وتتولى وزارة الصحة مسؤولية الربط والتنسيق بين الجهات.
- تصريحات خاصة للدكتور مقبولي ووزير الإعلام تكشف الخطوات الرسمية لمواجهة كورونا
جمع المعلومات الضرورية عن أسباب الوباء وطرق العدوى وكيفية الوقاية وطرق العلاج وتحديد الجهات الموثوقة المكلفة بالتوعية ونشر المعلومات للمواطنين وإشراك المجتمع في الاستعداد لمكافحة الوباء.
تكليف فرق الترصد الوبائي والانذار المبكر في مراكز الحجر الصحي في جميع المنافذ ويفضل اغلاق المنافذ ومنع السفر والتنقل الا للحالات الضروية فقط وبعد خضوعهم للفحص وفي المراحل اللاحقة ربما يتم اتخاذ اجراءات اكثر صرامة مثل حضر التجوال وإغلاق الأسواق والفنادق والصالات وتوقيف وسائل النقل العامة وإغلاق المدارس والجامعات وإلغاء الأنشطة الرياضية والاجتماعية.
تدريب الكوادر الطبية والمتطوعين على بروتوكول الوقاية والعلاج للمصابين بالمرض.
جمع وتخصيص الموارد المالية الكافية لدعم انشطة مكافحة الوباء وآثاره.
وضع القوانين واللوائح المنظمة لمرحلة الطوارئ.
توفير كميات مناسبة من الفحوصات والأدوية من السوق المحلي أو الخارج وحفظها في محاور ومخازن متعددة ومناسبة.
تحديد المستشفيات والمراكز المخصصة لعلاج المصابين وتجهيزها بالمعدات الطبية المطلوبة وعند عدم كفاية المستشفيات والمراكز الصحية يمكن للجنة العلياء للطوارئ الاستعانة بتخصيص مبانٍ مثل المدارس أو الفنادق الصالات الرياضية المغلقة بعد تجهيزها بالمعدات والمستلزمات الطبية واللوجستية اللازمة.
تأمين وسائل الاتصال والتواصل وتبادل المعلومات والتوجيهات من المناطق الى المركز والعكس في الوقت المناسب.
التأكد من وجود مخزون استراتيجي كافٍ من المواد الأساسية لتغطية احتياجات المواطنين في البلد من الغذاء والدواء والمحروقات خلال فترة الطوارئ.
11- إجراء تقييم للمخاطر المحتملة من حدوث الوباء والآثار المترتبة عليه.
مرحلة الاستجابة للطوارئ
وهذه الرحلة تمتد من بداية ظهور وانتشار الوباء في كل البلد أو بعض المناطق حتى فترة تراجع انتشار الوباء والسيطرة عليه.
ان نجاح لجان الطوارئ في السيطرة على الطوارئ الوبائية خلال هذه المرحلة يعتمد بصورة أساسية على مدى النجاح في تنفيذ أنشطة المرحلة السابقة (مرحلة التأهب والاستعداد) لذلك قد تمتد هذه المرحلة لفترات زمنية متفاوتة، طويلة أو متوسطة أو قصيرة طبقاً لنجاح الإجراءات الوقائية والاحترازية والاستعداد المسبق لمواجهة الوباء، وطبقاً لاستجابة المجتمع لتعليمات الطوارئ وقدرته على التحمل والصمود وتبعاً لخصائص الفيروس المسبب للوباء ومدى انتشاره ومدى استجابة المرضى للعلاج، كما ان الارادة السياسية في رئاسة الدولة والحكومة واهتمامها بدعم ومساندة اجراءات الطوارئ والاستجابة والتنسيق والتعاون الجيد بين مختلف قطاعات الدولة يعد من العوامل الهامة والحاسمة في نجاح هذه المرحلة والتي تظهر مؤشرات نجاحها من خلال السيطرة على انتشار الوباء ومعالجة آثاره في فترة زمنية قصيرة وبتكاليف معقولة.
تصريحات خاصة للدكتور مقبولي ووزير الإعلام تكشف الخطوات الرسمية لمواجهة كورونا
تتنوع الانشطة التي يجب القيام بها في هذه المرحلة الى أنشطة وقائية من خلال :
زيادة تطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية الصارمة وبمساعدة الجيش أو الأمن والجهات الحكومية والمجتمعية الأخرى بهدف منع المواطنين من التنقل وحظر التجوال والحجر الصحي والإعلان عن الطرق التي يجب ان يتبعها المواطنون عند حاجتهم للحصول على المواد الاساسية (غذاء + ماء + أخرى).
حشد وتنسيق وتنظيم الاستفادة من إمكانيات السلطات الحكومية المختلفة وإمكانيات المنظمات الدولية والمجتمع في مجالي الوقاية والعلاج.
استمرار البحث عن مصادر للدعم المالي والعيني المطلوب لتغطية احتياجات المرحلة من السوق المحلية أو الخارجية.
استمرار التوعية الصحية للمجتمع بطرق الوقاية ومنع انتقال العدوى.
تنفيذ الأنشطة العلاجية للمرضى مع الاهتمام بجمع المعلومات الوبائية والعلاجية أولا بأول.
نشر واذاعة شروط وتعليمات وضوابط حظر التجول والحجر المنزلي وتحديد الفئات المستثناة من الحظر.
وضع بروتوكول للعاملين الصحيين عن التعريف القياسي للمرضى المشتبه فيهم وما هي شروط دخول المرضى الى مراكز الرقود والعزل.
وضع بروتوكول لشروط التعقيم والوقاية الواجب تطبيقه في المستشفيات والمراكز الصحية المخصصة لعلاج المرضى سواء تعقيم المبنى أو الكادر الطبي أو المرضى ونوعية الملابس الواقية.
تحديد نماذج رسمية لتسجيل اعداد المصابين في المستشفيات وارسالها فوريا الى غرف العمليات المركزية وفي المحافظات.
وضع تعليمات واضحة عن الطرق السليمة للحصول على شهادات الوفاة وطريقة غسل ودفن المتوفيين بسبب الإصابة بالفيروس.
يجب ان يتزامن تنفيذ هذه الأنشطة بإجراء البحوث والدراسات الأكاديمية والعلمية الميدانية وبإشراك الجامعات والكليات المعنية لغرض دراسة سلوك الفيروس وطريقة العدوى والتكاثر ومدى انتشاره وكذلك دراسة فعالية الأدوية والعقاقير المستعملة على المرضى بالإضافة لدراسة مدى فعالية الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تم اتخاذها سابقاً.
مراجعة الإجراءات المتبعة وتعديل أو تحديث أي منها بحسب الحاجة.
تبادل المعلومات والخبرات والنتائج مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية المعنية حول طرق مكافحة الوباء وطرق الوقاية وبروتوكول الحجر والمعالجة للاستفادة من خبرات الغير.
مرحلة التعافي
وتبدأ هذه المرحلة عندما تتمكن الجهات الصحية من السيطرة على الوباء باستخدام الإمكانيات المتوفرة في الظروف العادية غير الطارئة حيث يبدأ الوباء بالانحصار والعودة للوضع الاعتيادي أو الطبيعي.
وفي هذه المرحلة يجب تقييم الإجراءات والأنشطة التي تمت خلال المراحل السابقة ومدى نجاحها أو فشلها ومعرفة أسباب النجاح أو الفشل فيها بالإضافة لوضع الإجراءات والتدابير المستقبلية اللازمة لمنع عودة انتشار الوباء مرة أخرى يجب كذلك تبادل المعلومات عبر التقارير والبحوث التي تم جمعها خلال المراحل السابقة ومشاركتها مع الجهات المعنية وأيضا مع الدول والمنظمات الدولية المعنية بهدف الاستفادة من هذه النتائج في بلدان أخرى.
———————————————————————–
مصادر دعم وتمويل الخطط والأنشطة في حالات الطوارئ الوبائية:
يعتبر التمويل لخطط وبرامج إدارة الطوارئ الوبائية من الأسباب المساعدة على نجاح السلطات المعنية في التأهب والاستجابة والتعافي من حالة الطوارئ، ولا يقتصر هذا التمويل على التكاليف المالية فقط بل يتعداه الى التمويل العيني او التنفيذ المجاني لبعض الأنشطة من قبل الغير.
مع العلم انه احياناً قد تفشل الكثير من الدول النامية وحتى بعض الدول المتقدمة في إدارة الطوارئ الوبائية نتيجة غياب التخطيط السليم وعدم قدرة لجنة إدارة الطوارئ على ابتكار وجلب الموارد المتاحة للحصول على التمويل الكافي لتنفيذ انشطة خطة إدارة الطوارئ الوبائية في الوقت المناسب مما قد يؤدي لخروج الوضع الوبائي عن السيطرة وانهيار المنظومة الصحية وارتفاع الخسائر البشرية والمادية.
لذلك يجب على لجنة إدارة الطوارئ الوبائية وضع خطة مالية مقبولة في الوقت المناسب وتحديد المصادر الأولية لتمويلها بالإضافة الى وضع المصادر البديلة للتمويل عند فشل أو عجز أو غياب المصادر الأولية للتمويل ولا يجب الاعتماد أو الاتكال على مصدر وحيد للتمويل.
وبشكل عام تنقسم مصادر الدعم والتمويل لخطة إدارة أزمة الطوارئ الوبائية الى أربع مصادر رئيسية:
1- مصادر تمويل حكومية من موازنة الدولة المعتمدة، مثل دعم الدولة مالياً لتنفيذ نشاط شراء الأدوية والمستلزمات الطبية وقد يكون التمويل عينيا، مثل تخصيص مبانى بعض المدارس المملوكة للدولة كحجر صحي مؤقت او مثل مساهمة أفراد الجيش والأمن في الإجلاء او التنظيم او استخدام سيارات الجيش مثلاً في إسعاف المرضى.
تصريحات خاصة للدكتور مقبولي ووزير الإعلام تكشف الخطوات الرسمية لمواجهة كورونا
2- مصادر تمويل مجتمعية وخاصة ويتضمن ذلك من خلال قيام لجنة الطوارئ المركزية بفتح باب التبرعات النقدية او العينية من افراد المجتمع او رجال الأعمال لتمويل بعض أنشطة خطة الطوارئ بشرط إشراك ممثلين عن المجتمع في عملية الإشراف على صرف هذه التبرعات لتعزيز الثقة، مثل تبرع أحد التجار بكمية من الأدوية أو الأغذية أو مثل تبرع مواطن مؤقتاً بمبنى خاص او وسيلة نقل لخدمة الطوارئ، كما ان مشاركة الموطنين الطوعية في نشر التوعية الصحية او المساعدة في تنظيم او تسهيل الانشطة الطارئة هو جزء هام من مصادر التمويل، ومن الجدير ذكره ان أسرع الطرق لتمويل الخطة هو تحميل رسوم إضافية على أسعار بعض السلع والخدمات غير الأساسية لدعم خطة الطوارئ مثل إضافة ريال لسعر الدقيقة للاتصالات او إضافة عشرة ريالات لسعر علبة السجائر والتبغ والشيشة.
3- المساعدات والمعونات او القروض عبر الدول الداعمة أو المنظمات الدولية أو المحلية وهذه المصادر غالباً تأتي بعد توجيه لجنة إدارة الطوارئ نداءات طلب العون والاستغاثة ويجب ان تكون وفق خطط واضحة لتسهيل عملية الموافقة على التمويل وقد يكون الدعم نقديا او تنفيذ النشاط مباشرة كما تعمل بعض المنظمات.
4- التأمين الصحي من خلال الزام شركات وصناديق التأمين الصحي بتحمل تكاليف وسائل الوقاية والعلاج لفئات الأشخاص المتمتعين بخدمات التأمين الصحي.
*الوكيل المساعد لقطاع التخطيط بوزارة الصحة سابقاً
المصدر : https://alttebiah.net/?p=6622